قبس من الملكوت - الشهيد السيد عباس علي ترحيني

قبس من الملكوت

الشهيد السيد عباس علي ترحيني

منذ 27 عاماً أشرقت الشمس على بلدة عِبّا الجنوبيّة، زافّةًإليها ولادة عبّاس، عبّاس الجميل الأنيق اللطيف الودود المؤمن.

وهكذا كبُر عبّاس وأصبح شاباً يافعاً صلباً وكانت إنطلاقةحياته الجهادية المفعمة بالجهاد والمرابطة وقتال اسرائيل في حرب تموز 2006.

وتأتي الأيّام، وتشارف الحرب في القصير على الاندلاع في وقتكان المجاهدون يطهرون ريف القصير من الإرهابيين، يأتي الأمر من القيادة فيالمقاومة لعبّاس بالتوجه إلى السيدة زينب عليها السلام للمرابطة عندها والدفاععنها، لكن الله أراد أن يحدث خطأ ما وبدلاً أن يذهب عباس إلى السيدة زينب يذهب إلىالقصير ويذهب بديله إلى السيدة زينب، هنا يخبر الأخوة عبّاس بالخطأ الذي حصلوبأنهم ينوون إرساله مجدداً إلى السيدة زينب لكنه يرفض ويصمم على البقاء في القصيروالقتال بجانب الأخوة. فنار الحرب مستعرة، لن يتركهم ولن يحيد عن القتال إلىجانبهم، فكان يسير في القصير ومنيته تسير أمامه وطيف الشهادة يلوح في الأفق.

يوم السبت الخامس والعشرين من أيار الموافق للخامس عشر منشهر رجب الموافق لذكرى الانتصار وفي الوقت الذي كان يخطب به سماحة السيد حسننصر الله بمناسبة الانتصار كان عبّاس ورفاقه يخوضون غمار الصعاب.. حتى إنتهى سماحةالسيد من كلمته، حصل ما تمنّاه عبّاس و ما أراده منذ 7 سنين .

في هذا الظرف وهو بين رفاقه المجاهدين ناداه أحدهم - وهورامي ضد الدروع – يدعوه أن يأتي إليه وهو يقول له "هيئتك أنت بدكتستشهد، تعا ارمي هاي القذيفة" وبالفعل يجلس عباس عند مدفع الأخ ويرميببصره أقصى القوم ويحرق الأرض من تحتهم بقذيفته ثم يقوم من مكانه ويقاتل من غرفةإلى غرفة وما هي إلا دقائق حتّى خرّ صريعاً شهيداً .