www.tasneem-lb.net

وطني

قبسٌ من الملكوت - الشهيد علي الهادي نون

قبسٌ من الملكوت

الشهيد علي الهادي نون

راحت تغازله وهي تنظر في عينيه وتصفُ بسمته التي ما أن تفتر شفتاه بها حتى تغرقُ عيناهببريقهما ربّتت على كتفه قائلة: أتعلم يا علي، أنتَ لن تشعر أبداً بضغطة القبر إن لم توّفق إلى الشهادة. فتبسم لها قائلاً:ولِمَ يا مَيْمِي (أمي باللكنة الشامية)، قالت وهي تفتلُ خصلة من شعره: لأنك مرضيجداً، أنت شاب بار بوالديك.

سكتتْ برهة وقالت: أتعلم! هذه المرة عندما تذهب إلى المحورلن أتحدث معك، عقد علي حاجبيه تعجباً ونظر إليها قائلاً بصوت خالطته نبرة عدمالتصديق: لن تفعلي ذلك! نحن على اتصال دائم، فلماذا هذه المرة؟ نكستْ رأسهاوسكتت. فأكمل: توكلي على الله، لماذا تحدثيني هكذا ما بك؟ لقد حضرتُ كل شيء لنذهبفي زيارة الأربعين إن شاء الله، وأعاهدك يا مَيْمِي أنك لن تذهبي إلى هناك إلامعززة مكرمّة. أمسك بيدها: لقد جهزتُ كل شيء لزيارة الأربعين. أينما كنتُ، تذكريأن موعدنا في الأربعين إن شاء الله. في اليوم التالي التحق علي الهادي بعملهالجهادي. كان يطمئن إلى أمه عبر أخته أو أخيه بناءً لطلبها. فأدرك أن قلبها وشىبما في قلبه. وعرفت أنه لن يعود إليها.

وكانت عند وعدها له بعد عودته. قامت بكل ما وعدته به وزفتهعريساً. وأثناء استقبالها الناس في العرس الذي أقامته أطلّ من بين الناس رفيقهالذي كان معه في الأيام الأخيرة، جلس بالقرب منها قائلاً: "كان علي دائمالقلق من أجلك وقال لي أنه حضر كل شي من أجل سفركما في زيارة الأربعين وطلب مني أنأقول لك إذا لم يكن من المسافرين فسيكون من المستقبلين". إنفرجت ابتسامةمشرقة وهي تقول: "لقد وعدني أن أذهب معززة مكرمة وسأذهب إلى موعدي معه".


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد