www.tasneem-lb.net

مكتبة أشهر النور

مكتبة أشهر النور - إعانة النبيّ (صلى الله عليه وآله) في شهر شعبان |2|

إعانة النبيّ (صلى الله عليه وآله) في شهر شعبان
|2|

بعد أن ظهرت معالم الإعانة للرسول الأكرم (صلوات الله عليه وآله) واضحة من كلام الأمير (عليه السلام)! 
وذلك من خلال عناوين أربعة وهي: (الورع - الاجتهاد - العفة - السداد).

أما الورع فله مراتب أدناها الكفّ عمّا حرّم الله تعالى.
ولعلّ أمير المؤمنين (عليه السلام) ابتدأ بذكر الورع، لأنّه الركيزة الأولى والسبب الأهم في كمال الإنسان، بل هو أفضل الأعمال التي سأل عنها أمير المؤمنين (عليه السلام) رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بعد أن تحدّث رسول الله صلوات الله عليه وآله عن الثواب الجزيل لأعمال شهر رمضان، إذ بادر أمير المؤمنين (عليه السلام) ليسأل النبيّ (صلى الله عليه وآله) على قاعدة البحث عن الأولى: "ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فأجاب (صلى الله عليه وآله): "الورع عن محارم الله".

والاجتهاد وهو بذل الجهد في مرضاة الله تعالى، وهو خطوة أمامية فيها جهد لأجل نيل الكرامات الإلهية كالجهد الذي يُبذل في الصلوات، والصيام، والذهاب إلى المسجد، وخدمة الناس، والجهاد في سبيل الله وهكذا..
فنفهم منه أن بعض المطلوب في شهر شعبان من اجتهاد به تتحقّق إعانة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما يلي:
الصوم: عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "ما فاتني صوم شعبان منذ سمعت منادي رسول الله ينادي في شعبان".
الاستفغار: عن الإمام الرضا (عليه السلام): " من استغفر الله تبارك وتعالى في شعبان سبعين مرة غفر الله ذنوبه ولو كانت مثل عدد النجوم".
الدعاء: ولعلّ أفضله المناجاة الشعبانية، تلك النعمة العظيمة من بركات آل محمد (صلى الله عليه وآله) والتي كان الإمام الخميني (قده) يؤكّد على تكرارها لما فيها من معانٍ جليلة وكرامات عظيمة. 
الصدقة: عن النبي (صلى الله عليه وآله): "من تصدق بصدقة في شعبان رباها الله تعالى كما يربى أحدكم فصيله حتى يوافى يوم القيمة وقد صارت مثل أحد".
إلى غير ذلك من الأعمال الجليلة.

والعفّة وهي الحالة النفسية التي تمتنع بسببها النفس عن غلبة الشهوة، كأن تعفّ البطن والفم والسمع عن الأكل والشرب من الحرام وأن تعفّ السمع عن الغيبة والنميمة والكذب...، أن تعف الفرج عن الزنا ونحوه وهكذا...
ومن الواضح أن من يعيش العفّة في حياته يكون قد أمسك بزمام نفسه، وتحكّم بقيادتها، وكذلك يكون خير داعٍ إلى الهويّة التي يحملها.

وأما السّداد وهو من الأمور المهمة لأنه قد يكون الإنسان ورعاً قد كفّ نفسه عن محارم الله، مجتهداً في عبادة الله، عفيفاً قد أمسك بلجام نفسه من الانزلاق في الشهوات، ولكن قد يكون مع هذه الصفات الحميدة لا يمتلك الوعي والحكمة في مسيرته، وهذا قد يدخله في سُبل الأخطاء، ولا يجعله نموذجاً للاقتداء، من هنا أكّد أمير المؤمنين (عليه السلام) على إعانته بالسّداد الذي هو الصواب في العمل.

إنّها أركان أربعة بها نعين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) ونكون خير منتسبين لهما.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد