www.tasneem-lb.net

مكتبة أشهر النور

مكتبة أشهر النور - تربية الجيل المهدوي |2|

تربية الجيل المهدوي

|2|

 

التمهيد على طريقة أهل البيت

إذا أردنا الرجوع في التاريخ إلى زمن ولادة الإمام الحسين (عليه السلام)، نلاحظ في طريقة تفاعل الرسول (صلى الله عليه وآله) مع حفيده أسلوبًا خاصًّا مرتبطًا بمعرفة الرسول بما سيجري على الإمام من مصائب وكُرب!

فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي كان لديه اطلاع غيبي على حادثة كربلاء منذ ما قبل ولادة الإمام، كان يحرص في كل فرصة ومناسبة على إخبار أهل بيته وأصحابه بوقائع المصيبة!

فلماذا كشف الله لرسوله هذا السر؟ ولماذا يحرص النبي على الإخبار به؟

لأن هذه المعرفة يترتب عليها مسؤوليات عظيمة.

" قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ" (الزمر 9)

بالطبع هم لا يستوون أبدا!

وكل من يصبح لديه معرفة بذلك الغيب، يُفترَض أن يشعر بالتكليف والمسؤولية الملقاة على عاتقه تجاهه!

حتى لو لم يكن من الحاضرين في الواقعة الأليمة.

 

فالسيدة فاطمة (عليها السلام) عندما يقول لها النبي بأن ولدكِ هذا الذي وُلد للتو سيُذبح ويظلَم ويُترك في العراء، بالطبع هو لم يكن هدفه أن يقطع عليها فرحتها بمولودها!

اغنما فعل ذلك لكي يقول لها: بأنه ومنذ لحظة ولادته عليكِ أن تُعِدّيه لتلك الحادثة! ومنذ لحظة قدومه إلى الدنيا يجب أن تبدأ رحلة تربيته على التسليم والرضا واليقين والثبات والبصيرة والشجاعة والإيمان والفناء في الله وفي إرادة الله عز وجل.

 

وحتى في منهج حياة الإمام الحسن (عليه السلام) نجده وبالرغم من أنه لم يُكتَب من الحاضرين في كربلاء، إنما كانت معرفته المسبقة بقضية أخيه تُرتِّب عليه أسلوبًا في الجهاد والنضال السياسي والاجتماعي ما يمهّد للثورة المستقبلية على الحكم الأموي.

يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد