www.tasneem-lb.net

زين العابدين وتستمر الرسالة..

زين العابدين وتستمر الرسالة - زين العباد.. روح الله بين عباده

ديننا
زين العباد.. روح الله بين عباده

إن الإمام السجاد (عليه السلام) أشبه ما يكون في حركته إلى نبي الله عيسى عليه السلام، فقد نفخ في هذه الأمّة التي ماتت فيها روح الإسلام وتحوّلت إلى مجرّد طين من روحه التي هي روح الشريعة ، وبعثها لتعود أمّة تنبض بالحياة.
وقد أثّر بنهجه العيسويّ هذا على الجميع، سواء من كان يملك القابليّة أولًا، فامتدّ تأثيره وشمل حتّى العبيد والإماء، ولأنه (عليه السلام) أطول الأئمّة عمرًا فقد كان تأثيره أيضا كبيرًا وواسعًا.
لقد وصلت الأمّة إلى مرحلة أن تُعد أمّة كافرة تمامًا في باطنها، ومستعدّة لممارسة كلّ سلوكيّات الكفر، فقد وصلت لاستحلال دمّ أهل البيت عليهم السلام.
إن استعدادها للكفر والانحراف امتدّ إلى جميع الشؤون والمعاملات السياسيّة والاقتصاديّة والفكريّة، لأن شعلة روح الإسلام انطفأت في أعماقها، والحال أن ميزة الشريعة الإسلاميّة هي تلك الروح، والتي هي الارتباط الواقعي بين التكوين والتشريع.
كان يجب أن يصلح دين الأمّة، وأن تُهذّب أخلاق الناس وأن يُخلّص الشعب من الفساد الّذي كان سائداً آنذاك وأن تُوجّه الأمّة معنوياً كي يرجع أساس الدين إلى الأمّة والمجتمع. لذا ترون أنّ أكثر الكلام المنقول عن الإمام السجّاد (عليه السلام) هو في الزهد. وحتى في بداية كلامه وخطبه، الّتي كانت تتضمّن معنىً سياسيّاً، نجده يبدأها بالكلام حول الزهد، حيث يقول (عليه السلام): "إنّ علامة الزاهدين في الدنيا الراغبين عنها في الآخرة...إلخ". وفي كلام آخر يصف الدنيا قائلاً "أوَلا حرّ يدع هذه اللماظة لأهلها فليس لأنفسكم ثمن إلا الجنّة ألا فلا تبيعوها بغيرها".(كتاب إنسان بعمر ٢٥٠ سنة/الإمام الخامنئي).
فبث روح الحياة في الأمة من خلال لسانه الذي ما فتئ يلهج بالدعاء، رغم موتها وتحوّلها إلى طين، فنفخ فيها من جديد، لأنه بدأ يحرّكهم من الأعماق.
السلام عليك يا زين المتهجدين، السلام عليك يا إمام المتقين، السلام عليك يا ولي المسلمين، السلام عليك يا قرة عين الناظرين العارفين.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد