www.tasneem-lb.net

مكتبة أشهر النور

مكتبة أشهر النور - كيف نستدرك ما فاتنا من شهر رجب؟ |2|

ديننا
كيف نستدرك ما فاتنا من شهر رجب؟
|2|

روي "عن سالم قال: دخلت على الإمام الصادق في رجب وقد بقيت منه أيام، فلمّا نظر إليّ قال لي: "يا سالم، هل صمت في هذا الشهر شيئًا؟ قلت: لا والله، يا بن رسول الله، فقال لي: لقد فاتك من الثواب ما لا يعلم مبلغه (أي حدّه وحجمه) إلّا الله عزّ وجل، إنّ هذا الشهر قد فضّله الله وعظّم حرمته، وأوجب للصائمين فيه كرامته. قال: قلت له: يا بن رسول الله، فإنْ صمتُ ممّا بقي شيئًا، هل أنال فوزًا ببعض ثواب الصائمين؟ قال: يا سالم من صام يومًا من آخر هذا الشهر كان ذلك أمانًا من شدّة سكرات الموت، وأمانًا له من هول المطلع وعذاب القبر، ومن صام يومين من آخر هذا الشهر، كان له بذلك جوازًا على الصراط، ومن صام ثلاثة أيام من آخر هذا الشهر أمن من الفزع الأكبر من أهواله وشدائده، وأعطي براءة من النار" ]3[

تكشف لنا هذه الرواية المباركة ما لهذا الشهر من فضل عظيم لا ينبغي علينا تفويته. ومن فاته هذا الفضل العظيم تقصيراً أو قصوراً لا تزال الفرصة أمامه لاستدراك ما فاته من فضيلة هذه الشهر بالأعمال الصالحة الوارد استحبابها والتأكيد عليها

ومنها (بالإضافة إلى ما مرّ من الصوم) : 
أ-الاستغفار
ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "رجب شهر الاستغفار لأمّتي، فأكثروا فيه الاستغفار؛ فإنّه غفور رحيم.." ]4[

ب- الدعاء
عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): "إنّ الله تعالى نصَبَ في السماء السابعة مَلكًا يُقال له الداعي فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملك كلّ ليلةٍ منه إلى الصباح: طوبى للذاكرين، طوبى للطائعين، ويقول الله تعالى: أنا جليس من جالسني، ومطيع من أطاعني، وغافر من استغفرني، الشهر شهري والعبد عبدي، والرحمة رحمتي، فمن دعاني في هذا الشهر أجبته، ومن سألني أعطيته، ومن استهداني هديته، وجعلت هذا الشهر حبلاً بيني وبين عبادي فمن اعتصم به وصل إليّ" ]5[ 

3[ بحار الأنوار، ج94، ص33.
]4[ بحار الأنوار، ج80، ص38 
[5] بحار الأنوار ج95، ص377 
بقلم فضيلة الشيخ محمد سعد.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد