www.tasneem-lb.net

قرآن

قرآان - كيف نتدبر القرآن |1|

كيف نتدبر القرآن
|1|

روح العلاقة مع القرآن 
إنّ مفتاح نجاح أي علاقة بين طرفين يعتمد بالأساس على مستوى فهم بعضهما البعض.
وتنطبق هذه القاعدة تمامًا على علاقتنا بكتاب الله العزيز.
فمن جهة الطرف الأول، وهو القرآن: نجد أنه يعرف الإنسان ويفهمه لدرجةٍ حتى الإنسان لا يعرفها عن نفسه!
ولكن، هل يمكن للطرف الثاني، وهو نحن، أن يدعي معرفته بالقرآن الكريم؟

حقيقة القرآن:
إن الله سبحانه له من الشأنية والمقام والعزة بأن جعل ذاته المقدسة محتجبة عن تصورات خلقه، ومنزهة عن نظر العالمين. وهو عز وجل، النور المطلق الذي لا يبلغ كنه وصفه الواصفون.

إلا أنه للطفه وكرمه قد تجلى لعباده في ثلاثة مظاهر:
- في نظام الكون وعالم الطبيعة
- في الإنسان الكامل وهم الأنبياء وائمة أهل البيت (عليهم السلام).
- في القرآن الكريم، وهو التجلي الأعظم للذات الإلهية!

وحقيقة القرآن في بُعده الملكوتي لا تقتصر على الكلمات والألفاظ الواردة في صفحاته، إنما له معانٍ وغايات باطنية عظيمة تنزلت من عوالم الغيب إلى هذه الدنيا فكانت على شاكلة أحرفٍ وآيات.

يقول الإمام الخميني في معراج السالكين "إن الله تبارك وتعالى لسعة رحمته بعباده أنزل هذا الكتاب من مقام قربه وقدسه وتنزل به على حسب تناسب العوالم حتى وصل إلى هذا العالم الظلماني وسجن الطبيعة وصار على كسوة الألفاظ وصورة الحروف لتخليص المسجونين في سجن الدنيا المظلم.."

في خلاصة الكلام، نشير إلى أنه وبعد التعرف على الحقيقة الكلية للقرآن، ينبغي أن نلتقط منطق الخطاب الإلهي للبشر فيه.
ومن يُوَفّق لفهم طبيعة هذا الخطاب يكتشف الكثير من أسرار التوحيد العملي ويهتدي إلى معرفة الله معرفةً حقيقية، فيسير بعدها في حياته وفق الغاية والإرادة الإلهية.
وهذا ما سنوضحه في الفقرة القادمة..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد