www.tasneem-lb.net

عقيدة

عقيدة - النخبوية هبة إلهية

النخبوية هبة إلهية

النّخبوية نعمة إلهية، وهي هبة إلهية، والنعمة الإلهية يجب شكرها. ينبغي أن يكون أول ما يتبادر إلى أذهانكم هو أن تكونوا شاكرين هذه النعمة؛ {وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}  سورة النحل.  هذا تكليف دائم. النقطة الأولى هي أن تكونوا ملتفتين إلى الشكر على نعمة النّخبوية، وأن تشكروا هذه الهبة الإلهية.

الاستفادة من القابليّات شرطٌ ليصير الأشخاص الموهوبون نُخَباً.
النقطة الثانية: ما يجعل النّخبة نخبةً ليس مجرّد الموهبة والقابلية الذهنية. هناك كثيرون لديهم الموهبة والقدرة الذهنية أيضاً، لكنها تُضَيّع ولا تبرز إطلاقاً أو لا يستفاد منها بصورة صحيحة ولائقة ولا تتحول إلى نخبة. ما يجعل النّخبة نخبةً، بالإضافة إلى الموهبة والقابلية الذهنية، هو تقدير هذه الحقيقة والنعمة. يجب تقدير النعمة والعمل والسعي على أساسها. فالإنسان الموهوب وصاحب القدرات إذا لم يفعّل هذا الذهن ولم يستفد من هذه القابلية، وقضّى [الحياة] بالكسل والخمول وقلة الاهتمام والغفلة، فمن المسلَّم به أنه لن يصير نخبة. النّخبة هو مَن يُقدِّر، أي يعرف قدر الموهبة، ويفعّلها، ويحوّل نفسه إلى نخبة بالهمّة العالية وقبول العناء والمثابرة. طبعاً هذا التقدير هو أولاً على عاتقه، وثانياً على عاتق البيئة. والبيئة تعني مجموعة الحكم أو مجموعة المسؤولين، وفي مرحلة ما الوالدين، وفي مرحلة أخرى المعلّم أو أستاذ الجامعة. هؤلاء يجب عليهم التقدير، لكن مجمل التقدير يجب أن يكون من النّخبة أنفسهم.

جزء مهمّ من الحرب النّاعمة للمستعمرين اليوم وعلى الدّوام أيضاً - هذا مشهود اليوم وكان في السّابق أكثر - هو أن يجعلوا شعبنا أو أيّ شعبٍ يملك المواهب غافلاً عن مواهبه، أو غير مبالٍ بتلك المواهب، أو حتى يوصلوه إلى وضع يُنكر فيه هذه المواهب بنفسه، إذ يكرّرون قول: أنت لا تستطيع، لا تستطيع، لا تستطيع.. حتّى يُصدّق أنه لا يستطيع، ويقول بنفسه: أنا لا أستطيع! لقد كان ذلك إحدى الممارسات الرائجة. منذ بداية دخول الاستعمار إلى البلدان كان ذلك إحدى الممارسات. ففي أفريقيا، كانت هناك حضارات عظيمة - في جزء من أفريقيا، غربي أفريقيا ونقاط أخرى – وقد دُمرّت بالكامل، واندثرت.
عندما تسود الغفلة عن القدرات الذاتية لدى شعب ما، يصير نهب ذلك الشعب سهلاً. التفتوا! إن الغفلة والنهب يكملان بعضهما بعضاً. الغفلة مقدمة للنهب، والنهب يزيد الغفلة. الغفلة والنهب مترافقان. هذا يصدق على البلدان التي كانت تحت نير الاستعمار مباشرة، وأيضاً على مكان مثل بلدنا الذي لم يكن مستعمراً مباشرة. لهذا، يريدون منا أن نكون غافلين. مبحث الغفلة في القرآن لافت، فقد جرى التطرّق إلى قضيّة الغفلة بمنتهى الصّراحة: {وَدَّ الَّذينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَميلُونَ‏ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً واحِدَةً} العدو يريدكم أن تغفلوا عن أسلحتكم وممتلكاتكم. تلاحظون قضيّة الطائرات دون طيار والصواريخ وأمثال هذه [الأشياء] كيف تُثار في العالم هذه الأيّام كقضيّة أساسيّة ومهمّة. العدو يريدكم أن تغفلوا عن هذه الأمور وتغضّوا الطّرف عن هذه القدرات حتّى يهاجمكم بسهولة. 
شخص النّخبة، الشاب النّخبة، يجب أن يشعر بالمسؤولية أيضاً تجاه قضايا البلد، وفي بعض الأحيان من الضروري أن يتأقلم الشاب النّخبة مع الصعوبات. هذه واحدة من أهم النقاط الأخلاقية التي يجب أن تكون محط اهتمام. إن هذا الانطباع بأن كل شيء يجب أن يكون جاهزاً وفي مكانه حتى تتمكن النّخبة من العمل هو غير صائب؛ في بعض الأحيان عليكم أن تحاربوا الموانع.
مقتطفات من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله مع النخب وأصحاب المواهب المتفوقة.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد