www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان - موسى وبني إسرائيل |3|

موسى وبني إسرائيل
|3|


المفاجأة تظهر أن بني إسرائيل وبعد كل ما قدمه عليه السلام من العمل الدؤوب، والإخلاص للهدف (الكمال) والمبدأ (الله تعالى) ~خذلوه~ ~ومنعوه~ من إتمام ما بُعث لأجله، فإنهم بعد إيمانهم الظاهري بدين موسى عليه السلام:  "أغرتهم النعم وتعاملوا معها كهدف لا كوسيلة"، وهذا ما ينم عن أن كثير من رواسخ الشرك الخفي لا زالت في قلوبهم ولا زالت هي المؤثّر القوي في نفوسهم وكانت تغلب الكفة الأخرى من الميزان التي كان فيها الحق. 
﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا﴾.  
بعد كل ما سعى إليه موسى عليه السلام من إرساء معالم التوحيد في نفوسهم، طلبوا الرؤية، ومعنى ذلك أنهم طلبوا من موسى عليه السلام أن يريهم الله وإلا لن يؤمنوا ﴿لَن نُؤمٍنَ لَكَ حَتّى نَرَى الله جَهرَةً﴾، فإنهم ظنوا أن الله يُرى وكان موسى قد نهاهم عن هذه الأفكار والمقولات، هذا مضافًا إلى كل ما فعله موسى عليه السلام معهم.  
لم يقف تخلف وجهل بني إسرائيل عند هذا الحد من الانحراف، بل إنهم وبعد جهاد موسى عليه السلام معهم لإخراجهم من الظلمات إلى النور، طلبوا منه أن يجعل لهم إلهًا مشخصًا محددًا بوصف المادة، كما هو حال الوثنية، وهذا يُظهر مدى تأثرهم بالوثنية.  
يتبع..

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد