www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان - السير والسلوك إلى الله |3|

ديننا
السير والسلوك إلى الله
|3|

العودة إلى الله:
ليس السير إلى الله حكرًا على العرفاء؛ لأنّ الهدف من هذا السير هو لقاء الله والحضور المعنويّ في محضره تعالى وهو منتهى آمال كلّ مؤمن. وهو جلّ شأنه وضع الطريق لنا جميعًا، وكلٌ منّا يقطع من هذه الطريق بحسب همّته، وإذا رأى الله عزّ وجلّ في قلبه إخلاصًا وشوقًا حتمًا سيتكفّل بالباقي.
والخطوة الأولى في سلوك طريق الحقّ هي اليقظة، فالإنسان الغافل الغارق في مستنقع الذنوب يحتاج إلى أن يوقظ نفسه من هذه الغفلة؛ كي يدخل حصن الله المنيع ويأمن من سطوة الذنوب، ودخول الحصن يكون بعد اليقظة من خلال التوبة.
وفي هذه المرحلة يجب على السالك أن يعمل جاهدًا على إبعاد الأفكار السلبيّة واستبدالها بالأفكار الحسنة حتى تصبح ملكةً راسخة. والأفكار الحسنة تتأتّى من التفكّر بالنعم الإلهيّة، وبالآيات الآفاقيّة والأنفسيّة، وبحقيقة الدنيا الزائلة ومقارنتها بالآخرة، كما أنّ من أهمّ مصادرها الأذكار (من قبيل: "لا حول ولا قوّة إلّا بالله"، "لا إله إلّا أنت سبحانك، إنّي كنت من الظالمين"، "يا الله"، "يا حيّ"، "يا قيّوم")، والصحبة الحسنة وارتياد أماكن العبادة.
ومن أهمّ خطوات هذه المرحلة القرار الجاد والحاسم بترك المعاصي وأداء الطاعات والعبادات، وتدارك ما فات، وأن ينظّم جميع شؤونه وفق ما يتطلّبه الشرع، وأن يلتزم الآداب الشرعيّة الظاهريّة.
لا تنسَ أنّ هوى النفس من أكبر السدود في هذا الطريق، ومخالفته من أوجب الواجبات، وكسر صنم الإنيّة والأنانيّة من أهمّ الشروط.
واجتهد على قدر وسعك، واصبر واطلب العون من الله عزّ وجلّ، واستشفع برسول الله وأهل بيته عليهم السلام طالبًا التوفيق.
 أيها السالك: لا تنسَ الآداب الأربعة: المشارطة، المراقبة، المحاسبة، والمعاقبة، وتفصيلها أن تشترط على نفسك كلّ صباح أن لا تذنب، ولا تخالف الله عزّ وجلّ، ثمّ المراقبة طوال النهار. وقبل النوم تجلس لمحاسبة نفسك، فإذا ما صدرت منها مخالفة تعاقبها بترك ما تحبّ من أنواع اللذائذ. فهذه الآداب سلاحك في هذا السير وعليها اعتمادك، وهي التي سوف تضمن لك الاستمراريّة في الطريق طالما واظبت عليها.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد