www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان - مواقيتٌ وأسرار |2|

مواقيتٌ وأسرار
|2|

1. الزمن في بُعده الدنيوي

وجود الإنسان في هذه الدنيا متوقف على رصيد وحيد، هو العنصر الزمني، أو ما نعبّر عنه "بالعمر".
متى ما نفذ هذا الرصيد، لن تنفع معه كل الأرصدة الأخرى من مال، أو ممتلكات، أو بنين وأولاد.

إلا أن مسألة "العمر" لها بعدين إثنين، تماما كنفس وجود الإنسان: بعد دنيوي مادي، وآخر أخروي مجرد.

 ولنلفت الإنتباه بداية إلى أن هذين البعدين موجودان ومتزامنان, لأن عالم الآخرة بالأصل هو عالم موجود وقائم ويتأثر بكل عمل يقوم به الإنسان في الدنيا، ولهذا الكلام بحث خاص ومختلف عن بحثنا. إنما هدفنا من هذا العنوان تناول معياري الزمن وعلاقتهما بشهر رمضان المبارك, بمواقيته الخاصة (وقت الإفطار والسحر والفجر..).

البعد الدنيوي للزمن: يعطي الإسلام أهمية كبيرة لقضية الوقت لناحية استثماره وتنظيمه، باعتبار هذا الوقت كما أشرنا أنه الرصيد الأوحد للإنسان، والذي لا يجوز تضييعه وهدره من دون فائدة. 
وقد أعطى الإسلام منهجًا عمليًّا في كيفية تنظيم الوقت واستثماره من خلال تحديد العبادات بمواقيتها الخاصة (كالصوم في شهر رمضان, الحج في شهر ذي الحجة، الصلاة في أول وقتها..). فهذا الأسلوب في تحديد مواقيت خاصة بكل عمل هو بمثابة دورة تأهيلية للعبد في كيفية تنظيم كافة شؤون حياته الأخرى.

وقت الإفطار:
في هذا التوقيت يظهر لنا كيف تنتظم حياة الناس فجأة، وتتوقف كل أعمالهم، ويسارعون إلى شغل محدد وموحد هو الصلاة، ثم الدعاء وتناول الطعام.
حيث أن أداء صلاة المغرب قبل الإفطار هو من المستحبّات المؤكدة.
لكنّ السؤال هنا: ما الذي حدث فجأةً، وجعلك ترتب أعمالك، وأوضاعك حتى لا تتأخر عن صلاة المغرب أو عن الإفطار دقيقة واحدة ؟
وكيف استطعت أن تنظم شؤونك كلها وفق هذا التوقيت خاصة؟

أليس هذا التنظيم الدقيق للوقت حجة علينا جميعا، بأننا حقا قادرون على الالتزام بالصلاة في أول وقتها مهما حصل؟ وعلى برمجة حياتنا كلها وفق مواعيد محددة، ومن دون هدر وتضييع؟
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد