www.tasneem-lb.net

عقيدة

عقيدة - عطايا وجوائز الرحمان المختصة في هذه الأشهر الكريمة |7|

ديننا
عطايا وجوائز الرحمان المختصة في هذه الأشهر الكريمة 
|7|

شهر رمضان موسم إلهي لا نظير له على الإطلاق، ولا ينافسه في الفضل شهر من الشهور. هو شهر الله تعالى ونحن فيه بضيافة الكريم المطلق الخاصة.

شهرا رجب وشعبان على عظمتهما، إنما هُما محطتان تحضيريتان لشهر الله الأكبر.

شهر رمضان هو ربيع القرآن وربيع العبادة، وأثر تقييد الشياطين محسوسٌ فيه لما نراه من كثرة العبادات والخيرات فيه.

عند التأمل في النصوص حول شهر الله تعالى نكشف أن كلّ العناصر التي يوفرها الله تعالى فيه تهدف إلى تأمين المناخ الأفضل للتوبة الصادقة النصوح والإقلاع عن إدمان المعاصي. 

هل شهر رمضان المبارك هو شهر الإستراحة والنوم والسهرات التي نمضيها في اللهو والمرح وما شابه؟ 

ينبغي أن نعطي الأولوية المطلقة بدءًا من أول ليلة من شهر الله تعالى، لقراءة القرآن الكريم، وذكر الله تعالى وخاصة الاستغفار، اللذين ورد الحث عليهما بعناية خاصة في جميع أوقات شهر الله تعالى، ورفع مستوى اهتمامنا بالحكم الشرعي، ورفع وتيرة اهتمامنا بمراقبة النفس، والورع عن محارم الله فهو أفضل الأعمال في هذا الشهر الكريم كما ورد في خطبة النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلم.

في هذا الشهر الكريم أهم محطة عبادية في كلّ عام وهي ليلة القدر ولذا يستحب لنا أن ندعو باستمرار طيلة الشهر المبارك ليوفقنا الله عزّ وجلّ لإدراك هذه الليلة المباركة.

عن الإمام الصادق عليه السلام يوصي وُلدَه: "إذا دخل شهر رمضان فأجهدوا أنفسكم في هذا الشهر، فإنّ فيه تُقسّم الأرزاق، وتُكتّب الآجال، وفيه يُكتب وفد الله الذين يفيدون إليه، وفيه ليلةٌ العمل فيها خيرٌ من العمل في ألف شهر". (الإقبال 1/69 والكليني، الكافي 4/66).

عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: لمَّا كان أوَّل ليلة من شهر رمضان قام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: أيُّها الناس، قد كفاكُمُ اللهُ عدوَّكُم من الجّنِّ والإنس، ووعدكُمُ الإجابة وقال: أُدعوني أَستَجِب لَكُم، ألا وقد وكَّل الله سبحانه وتعالى بكلِّ شيطانٍ مريد سبعةً من الملائكة، فليس بمَحلولٍ حتّى ينقضي شهر رمضان، ألا وأبواب السماء مفتَّحةٌ من أوَّلِ ليّلةٍ منه إلى آخر ليّلةٍ منه، ألا والدُّعاء فيه مقبول، حتّى إذا كان أول ليلة من العَشرِ قام فحمد اللهَ وأثنى عليه وقال مثل ذلك، ثمّ قام وشّمَّر وشدَّ المِئزَر وبَرَز من بيته واعتكف وأحيا الليل كُله، وكان يغتسل كل ليلة منه بين العشائين.

إننا أمام فرصة إلهية فريدة لا يصح أن نضيّعها لا بالنوم ولا بغيره من مضيعات الوقت المختلفة، لنتفرغ للعبادة ونعطيها حقها.

إننا أمام فرصة، أنفاسنا فيها تسبيح، ونومنا عبادة، وعملنا مقبول، من تطوّع بصلاة في هذا الشهر كتب الله له براءة من النار، وما أحوجنا إلى هذا الثواب الجزيل، وهذه البراءات من النار التي ربما تبقي لنا أعمالنا شيئاً منها، خصوصاً مجالس الغيبة وأذى المؤمنين.
إن الحاجة إذاً كبيرة، والفرصة المتاحة عظيمة، والمكتوب يقرأ من عنوانه، فهل بدأنا نتعاطى مع الشهر بما يتناسب مع فرادته؟ 
(موقع المعارف الإسلامية الثقافية الالكترونية/ بتصرف).

انتظرونا، يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد