www.tasneem-lb.net

قيم

أسرار السعادة |5| - الواقعية

أسرار السعادة |5|

الواقعية

 

أن تكون واقعيًا "لتسعد" فهذا لا ينفي طموحك والسعي لتحقيق السعادة، لكن واقعيتك هنا ليست إلا دقة وموضوعية في تحديد التوقعات المرجوة.

فأن تسعى لتحقق التفوق الدراسي أو التميّز الوظيفي أو النبل الأخلاقي أو سائر التجليات يعني أنك تسير في درب السعادة المرجوة وهذا حسن مستحسن.

لكن أن "تعد" نفسك بترقية وظيفية فيما يلزمك المزيد من التأهيل وبذل الجهد، أو رفعة اجتماعية فيما لا زلت في أول مطاف بناء الذات، أو ربح تجاري دون أن تكون قد اتخذت لذلك الإجراءات اللازمة، إذن فأنت "تبني" توقعاتك على أساس معطيات واهمة.

احذر من أن تضع لنفسك توقعات خيالية تفوق المعطيات الواقعية.

يروى أن أحدهم كان يعيش في قرية وادعة و يملك ديكًا أحمر، قررذات يوم بيعه فأخذه للسوق، وهناك مر العديد من الناس لشرائه وكلما حضر أحدهم "حدّث الديك نفسه بكل أسف معاتبًا صاحبه بالقول: هل تنوي بيعي حقًا؟ كيف سيطلع الصباح على أهل قريتك دون صياحي؟ ظنًا منه أن الشمس تشرق بسبب صياحه ليس إلا، حتى صادف أن اشتراه أحد أبناء القرية ذاتها فعاد يحمله مجددًا إلى القرية التي ظن أن جميع أهلها بانتظاره وأنهم أرسلوا لإعادته ليأتي لهم بالشمس، لكن صدمته كانت كبيرة حينما عاد فوجد النهار في منتصفه والناس في أعمالهم و..، فسأل دجاجة على الطريق، فأجابته: أوتظن أن الصباح لا يطلع دونك، فهناك العشرات من الديوك التي صيح كل يوم وتُعلم الناس بحلول الصباح، تألم قليلًا ثم عاد من جديد إلى سروره وسعادته بعد أن أنصت فجرًا لصياح عشرات الديوك تصيح مثله لتنبئ بحلول الصباح.

لم تكن مشكلة الديك في أنه يقدّر عمله لكن في أنه توقع حجمًا لإنجازه يفوق الواقع.

فالواقعية والموضوعية واحدة من أسرار السعادة أيضًا.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد