التهيئة لشهر رمضان المبارك
|1|
بمقدار ما نتهيأ ونهيئ الأرضية في شهر شعبان بمقدار ما نقطف الثمار في شهر رمضان، مثال توضيحي : إن شهر شعبان بمثابة الفلاحة قبل الزراعة، إن مرحلة البذر ومرحلة السقي لا بد وأن تسبقها مراحل أخرى من إعداد الأرض ورش المبيدات الحشرية، ثم يأتي الفلاح ليبذر، فينزل عليه المطر وإذا به كما يقول عزوجل : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى ٱلأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ – فصّلت ٣٩ ).
هل رأيتم مصداقًا لهذه الآية في الصحاري القاحلة ؟ عندما يهطل المطر الكثير عليها ، هل ترون فاكهة واحدة؟ أبدًا.. لماذا؟ لأن الأرض غير مستعدة، لو هطلت عليها أمطار العالم لا يمكن أن ُتنبت.
نعم تنبت في البساتين الخاصة في المحميات، لأن صاحبها هيأها لذلك، فلا يحتاج إلا للقليل من الماء لتنبت من كل زوج بهيج.
كذلك أنفسنا، وشهر رمضان شهر الأمطار الغزيرة خاصة في ليالي القدر، فأمطار شهر رمضان وسيولها مفيدة لمن هيأ الأرض وبذر البذرة الصالحة.
المصدر: من محاضرات الشيخ حبيب الكاظمي.