www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

مناسبات - صفات عباد الرحمن |6|

 

قرآننا

صفات عباد الرحمن

|6|

 

وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)}الفرقان.

الصفة الممتازة الخامسة ل‍ " عباد الرحمن "

- يشير جل ذكره إلى الصفة الممتازة الخامسة ل‍ " عباد الرحمن " التي هي الاعتدال والابتعاد عن أي نوع من الإفراط والتفريط في الأفعال، خصوصًا في مسألة الإنفاق، فيقول تعالى: والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما.

الملفت للانتباه أنه يعتبر أصل الإنفاق أمرًا مسلّما لا يحتاج إلى ذكر، ذلك لأن الإنفاق أحد الأعمال الضرورية لكل إنسان، لذا يورد الكلام في كيفية إنفاقهم فيقول: إن إنفاقهم إنفاق عادل (معتدل) بعيد عن أي إسراف وبخل، فلا يبذلون بحيث تبقى أزواجهم وأولادهم جياعا، ولا يقترون بحيث لا يستفيد الآخرون من مواهبهم وعطاياهم.

في تفسير " الإسراف " و " الإقتار " كنقطتين متقابلتين، للمفسرين أقوال مختلفة يرجع جميعها إلى أمر واحد، وهو أن " الإسراف " هو أن ينفق المسلم أكثر من الحد، وفي غير حق، وبلا داع، و " الإقتار " هو أن ينفق أقل من الواجب.

في إحدى الروايات الإسلامية، ورد تشبيه رائع للإسراف والإقتار وحدّ الاعتدال، تقول الرواية: تلا أبو عبد الله (عليه السلام) هذه الآية: والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما. قال: فأخذ قبضة من حصى وقبضها بيده، فقال: هذا الإقتار الذي ذكره الله عز وجل في كتابه، ثم قبض قبضة أخرى فأرخى كفه كلها، ثم قال: هذا الإسراف، ثم أخذ قبضة أخرى فأرخى بعضها وأمسك بعضها وقال: هذا القوام ".  كلمة " قوام " (على وزن عوام) لغة بمعنى العدل والاستقامة والحد والوسط بين شيئين، و " قوام " (على وزن كتاب): الشيء الذي يكون أساس القيام والاستقرار.

 

 الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١١ - الصفحة ٣١٤.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد