ديننا
التائب حبيب الله
|4|
رغم إننا محتاجون جدًا للتوبة فقد دعانا ربنا إليها بكلمات ملؤها الرَّحمة، مع علمنا بأنّ الله تعالى غنيّ عن عذابنا، وغنيّ أيضاً عن عبادتنا.
﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ الزمر ٥٣/٥٤.
إنها دعوة بلسان الرَّحمة، ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ﴾
فلماذا يدعونا إلى ساحة رحمته، بهذا الكم من الرحمة؟
إنّ دعوة الله تعالى لنا للتّوبة والإنابة لأجل أمور:
- إنّه رحيم بنا، ومن صفات الرّحيم أن يقبل عذر المعتذر ويقيل عثرة المستقيل.
- إنّ التّوبة هي بوّابة الأمل للمؤمن المتعثّر، ولولاها لهيمن القنوط على كلّ البشر، فالبشر خطّاؤون إلّا من عصم الله.
وفي الرّواية أنّ الإمام أبا عبد الله الصَّادق عليه السلام استقبل القبلة قبل التكبير وقال: "اللهمّ لا تؤيسني من روحك ولا تقنطني من رحمتك ولا تؤمنّي مكرك فإنّه لا يأمن مكر الله إلّا القوم الخاسرون" قلت (أي: الرّاوي): "جعلت فداك ما سمعت بهذا من أحد قبلك"، فقال عليه السلام: "إنّ من أكبر الكبائر عند الله اليأس من روح الله والقنوط من رحمة الله والأمن من مكر الله" الكافي/ج٢.
المصدر: موقع شبكة المعارف الإسلامية- بتصرف.