ديني - إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحٗا مُّبِينٗا (1) - |1|

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحٗا مُّبِينٗا (1)
|1|

- جملة - فَتَحۡنَا - التي جاءت بصيغة الفعل الماضي تدل على أن هذا الأمر قد تحقق عند نزول الآيات في حين أنه لم يكن وقتئذ أي شيء سوى صلح الحديبية.
 
- زمان نزول الآيات المشار إليها آنفا والآيات الأخرى المذكورة في هذه السورة التي تمدح المؤمنين وتذم المنافقين والمشركين في صلح الحديبية كل ذلك شاهد آخر على هذا المعنى، والآية (27) من سورة الفتح التي تؤكد على تحقق رؤيا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لَّقَدۡ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءۡيَا بِٱلۡحَقِّۖ لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَۖ ..
- هي شاهد بليغ على أن هذه السورة نزلت بعد الحديبية وقبل فتح مكة.
- هناك روايات كثيرة تعبر عن صلح الحديبية بأنه " الفتح المبين " ومن ضمنها ما ورد في تفسير " جوامع الجامع " أنه حين كان النبي راجعا من الحديبية ونزلت عليه سورة الفتح.. قال أحد أصحابه: ما هذا الفتح؟! لقد صددنا عن البيت وصد هدينا!
فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " بئس الكلام " هذا " بل هو أعظم الفتوح قد رضي المشركون أن يدفعوكم عن بلادهم بالراع ويسألوكم القضية! ورغبوا إليكم في الأمان وقد رأوا منكم ما كرهوا.. " .
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١٦ - الصفحة ٤١٩.