قرآننا
وإني لغفار..
|3|
قال تعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ﴾ [ سورة طه: 82]
وقد ذكر المفسرون لهذه الجملة تفسيرات عديدة، يبدو أن اثنين منها هما الأوفق والأدق:
الأول: إنها إشارة إلى أن الاستمرار في طريق الإيمان والتقوى والعمل الصالح، يعني أنّ التّوبة تمحو ما مضى وتكون سببًا للنّجاة، وهي مشروطة بأن لا يسقط التائب مرة أخرى في هاوية الشرك والمعصية، وأن يراقب نفسه دائمًا كي لا تعيده الوساوس الشيطانية وأهواؤه إلى مسلكه السابق.
الثاني: هذه الجملة إشارة إلى لزوم قبول الولاية، والالتزام بقيادة القادة الرّبانيين، أي أن التوبة والإيمان والعمل الصالح كلّ ذلك سيكون سببًا للنّجاة والفلاح إذا كان في ظل هداية القادة الرّبانيين، ففي زمان تحت قيادة موسى (عليه السلام)، وفي زمن آخر تحت لواء نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومرّة تحت لواء أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، أما اليوم فينبغي أن ننضوي تحت لواء الإمام المهديّ عليه السّلام لأن أحد أركان الدّين قبول دعوة النبي والانضواء تحت قيادته ثم قبول قيادة خليفته ونائبه.
ينقل العلّامة الطّبرسي في ذيل هذه الآية عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: " ثمّ اهتدى إلى ولايتنا أهل البيت " ثم أضاف: " فوالله لو أنّ رجلًا عبد الله عمره ما بين الرّكن والمقام، ثم مات ولم يجئ بولايتنا لأكبّه الله في النّار على وجهه ". وقد نقلها العلّامة الحاكم " أبو القاسم الحسكاني" - من كبار محدّثي أهل السّنة، وقد رويت روايات عديدة في هذا الباب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن الإمام زين العابدين عليه السّلام، والإمام الصّادق عليه السّلام.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١٠ - الصفحة ٥٠.