www.tasneem-lb.net

عقيدة

ثقافي - المبصرون، لا يظلمون |2|

المبصرون لا يظلمون

|2|

 

مفهوم الظلم

يُعد الظلم إحدى طبائع النفس البشرية، ومن السجايا الراسخة في أغلب النفوس، تُظهره القوة ويُخفيه الضعف، وقد عانت منه البشرية في تاريخها المديد ألوان المآسي والأهوال، ممّا جهّم الحياة، ووسمها بطابع كئيب رهيب، والإنسان خُلق ظلوماً جهولاً، ولا ينفك عن الجهل والظلم إلا بأن يُعلّمه الله ما ينفعه ويُلهِمه رشدَه.

قال الله تعالى:  ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ الأحزاب/ 72، فمن أراد الله به خيراً علّمه ما ينفعه فخرج به عن الجهل، ونفعه بما علّمه فخرج به عن الظلم.

فأصل كلّ خير هو العلم والعدل، وأصل كل شرّ هو الجهل والظلم. وقد جعل الله سبحانه للعدل المأمور به حدًّا، فمن تجاوزه كان ظالماً معتدِياً، وله من الذمّ والعقوبة بحسب ظلمه وعدوانه، لأنّ الظلم أيّها الأحبّة جماع الآثام ومنبع الشرور، وداعية الفساد والدمار وهو الذي يحمل الإنسان على وضع الشيء في غير موضعه، فيغضب في موضع الرضى، ويرضى في موضع الغضب، ويحجم في موضع الإقدام، ويقدم في موضع الإحجام، ويلين في موضع الشدّة، ويشتد في موضع اللين، ويتواضع في موضع العزّة، ويتكبّر في موضع التواضع.

..يتبع

أنواع الظلم


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد