عقيدة - النموذج الأسمى |9|
الإنسان الأسمى
النموذج الأكمل للإنسان الكامل
|9|
يقول تعالى: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الاحزاب :٢١.
إن أحد أهم منابع المعرفة التي ينبغي على كل مسلم أن يستقي منها لاستكمال صلاحه وتصحيح نظره، سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المباركة إذ أن حياة نبينا واضحة ومدعومة بالأسناد الموثقة ولا يعترينا أي شك في صحتها في أدق جزئياتها وهذا ما لا يصدق على أي نبي آخر.
الجميع يسمعون كلام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن هل الجميع قادرين على الوصول إلى أعماق كلامه كما ينبغي؟
وتجدر الإشارة إلى أن وجود الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كله مصدر إشعاع ينبغي أن نستضيء به ونستفيد منه، لذا ينبغي على كل المسلمين التعمق بأقواله وأفعاله التي هي من الدقة بحيث يمكن وضع القوانين على هدي تفاصيلها، فإن عملًا بسيطًا من أعماله (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما هو مصباح وشعلة من نور كاشف ينير الطريق إلى مسافات بعيدة.
وعندما نبحث في سيرة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما نريد أن نعرف الأسلوب أو النمط الذي كان يتبعه في أعماله اليومية لبلوغ أهدافه، وكيف كان يقوم بتبليغ الرسالة؟
في الوقت الذي كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يبلّغ رسالته كان يقود مجتمعاً سياسياً أيضاً فهو بنفسه زعيم المجتمع وقائده فكيف كان أسلوبه في قيادة المجتمع وإدارته؟
كان الرسول في الوقت نفسه قاضيًا يقضي بين الناس فكيف كانت طريقته في القضاء؟
كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كسائر الناس ربّ عائلة ويحيا حياة عائلية، وكانت له زوجات عديدات وأولاد، فكيف كانت حياته الزوجية وكيف كان يتعامل مع زوجاته وأبنائه؟
كيف كان يتعامل مع أصحابه وأتباعه؟
كان للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أعداء ألدّاء، كيف كان تعامله مع أعدائه وأسلوب مقابلتهم؟
والكثير من جوانب حياة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وطريقته في معالجتها مما ينبغي أن يوضح.
يتبع..
الإنسان الكامل / الشهيد مطهري / بتصرف.