دعاء حملة العرش
|2|
قال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8)وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)} [سورة غافر].
التفسير
- دعاء حملة العرش المستمرّ للمؤمنين:
كان دعاء المؤمنين، ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فأنت عالم بذنوب عبادك المؤمنين ورحيم بهم فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم.
يوضح هذا الكلام للمؤمنين بأنكم لستم وحدكم الذين تعبدون الله وتسبّحونه وتحمدونه، فقبلكم الملائكة المقربون وحملة العرش ومن يطوف حوله، يسبحون الخالق جل وعلا ويحمدونه.
وهي من جانب آخر تحذّر الكفار وتقول لهم: إن إيمانكم أو عدمه ليس مهمًا، فالله غني عن العباد لا يحتاج إلى إيمان أحد، وهناك الملائكة يسبّحون بحمده ويحمدونه وهم من الكثرة بحيث لا يمكن تصوّرهم بالرّغم من أنّه غير محتاج إلى حمد هؤلاء وتسبيحهم.
ومن جانب ثالث، في الآية إخبار للمؤمنين بأنّكم لستم وحدكم في هذا العالم - بالرغم من أنكم أقلية في محيطكم - فأعظم قوة غيبية في العالم وحملة العرش هم معكم ويساندونكم ويدعون لكم، وهم في نفس الوقت يسألون الله أن يشملكم بعفوه ورحمته الواسعة، وأن يتجاوز عن ذنوبكم وينجيكم من عذاب الجحيم.
..يتبع
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١٥ - الصفحة ٢٠١.