خصال أمير الغدير
|2|
أمام المتقين
"والله لو أُعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت" نهج البلاغة.
من هنا يكون معنى قوله (سلام الله عليه) «والله لو أعطيت...» أن عصياني لله تعالى في ظلم نملة بهذا المقدار القليل لا يمكن تحقّقه حتى إذا كان بإعطائي مقابله الأقاليم السبعة. وهذا المعنى يؤشر عليه حرف (لو).
والإمام (سلام الله عليه) غير مستعدّ للفوز بملك الأقاليم السبعة في مقابل معصية الله ولو في سلب قوت نملة واحدة، ففي القول دلالة على نملة مفردة.
ونقطة ثانية مهمة في العبارة المذكورة هي استخدام كلمة "جلب شعيرة"، وهي قشرة حبة الشعير الرقيقة، والتي تنزع عنها تلقائيًا، ولو كان يوجد ما هو أتفه شأنًا من جلب الشعير لقارن الإمام (سلام الله عليه) به.
من هنا، فقد أقام الحجّة على جميع الحكّام وولاة الأمر، واضعًا إيّاهم أمام مسؤولياتهم الخطيرة، هؤلاء الحكّام الذين لا يتورّعون عن ارتكاب أي جريمة، فيبيدون الحرث والنسل، ويزهقون الآلاف من الأرواح الطاهرة البريئة من أجل شبر من الأرض أو مال قليل أو بلوغ المناصب والتمتّع بحطام الدنيا الزائل.
حسب ثقافة الغدير، فإنّ في سلب النّملة جلب شعيرة معصية يتورّع عنها أمام المتقين.
..يتبع
المصدر: شبكة المعارف الإسلاميّة/ بتصرف.