www.tasneem-lb.net

محمد حبيب الله (ص)

أهل البيت (ع) - البُعد الإجتماعي للصبر عند رسول الله محمد (ص)

البُعد الإجتماعي للصبر عند رسول الله محمد (ص)

 

بناء مجتمع متماسك رغم المعاناة

يقولُ اللهُ تعالى: ﴿وَاصْبِرُوا إِنَّ الله مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنفال: 46].

لم يكن الصبرُ في سيرة النبي الأكرم (ص) مجرّد حالةٍ فردية جسّدها في قيادته، بل حوّله النبي (ص) إلى قيمةٍ جماعية، وتَرجَمَه إلى تماسكٍ اجتماعي يحفظ وحدةَ المجتمع الإسلامي الناشئ، ويُحصّنُه أمام التحديات والضغوط والمحن، ويساهمُ في تقوية الروابط بين الأفراد، وترسيخ التعامل مع الخلافات بروح التعاون والتفاهم الإيجابي.

 

فقد ربّى النبيُ (صلى الله عليه وآله) أصحابَه على مواجهةِ الصعوبات بشكل مشترك، وعلى تحمّلٍ المعاناة والأذى بروح الإيثار والتضامن، حيث كان الغنيُ يُعينُ الفقير، والقويُ يُسندُ الضعيف، والمهاجرُ يجدُ الحضنَ الدافئ عند الأنصار..

 

 وهكذا ساهمت هذه التربيةُ في بناء مجتمعٍ متماسك، أساسُه التعاونُ والإلفةُ والمحبة، والتكافلُ والرحمة، بديلًا عن مجتمع العصبية والجاهلية.

 

> لذلك شبّه النبيُ المؤمنينَ بالجسدِ الواحد فقال (صلى الله عليه وآله):《مَثلُ المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالسهر والحمّى》(ميزان الحكمة - ج ٤ - ص ٢٨٣٧)

لقد أرسى النبيُ (ص) الصبرَ ركيزةً أساسيةً للتماسك الاجتماعي، بما يُسهم في بناء مجتمع قويٍّ ومتعاون، ليقود إلى التقدّم والتنمية، والقدرة على مواجهة الأزمات بثبات، وتحويلِ الشدائد والمعاناة إلى طاقةٍ خلّاقة لبناء مستقبلٍ مزدهر.

بقلم الشيخ محمد سعد حفظه المولى.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد