دروس مستفادة من سيرة النبي (صلى الله عليه وآله)
|3|
كيف واجه النبي الحصار في شُعب أبي طالب؟
قال الله تعالى:
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾ [سورة محمد:31]
منذ انطلاقة الدعوة واجهَ النبيُ (ص) كلَّ ألوانِ المواجهة، مثل التشكيك والافتراء والاستهزاء والاتهام بالسحر والجنون، الإيذاءَ الجسدي والنفسي له ولأصحابه حتى الاستشهاد، كما جرى لياسر وسمية.
ومع تزايد أثرِ الإسلام في مكة، اختارت قريش أقسى أسلوب، ألا وهو: "الحصار في شعب أبي طالب"، حيث كتبوا صحيفةَ المقاطعة الظالمة، وعلّقوها على جدار الكعبة، ليُعزلَ النبيُ (ص) وبنو هاشم والمسلمون ثلاث سنوات، بلا تجارة ولا زواج ولا معاملة، حتى اضطرَ بعضُهم إلى الاكتفاء بأوراق الشّجر في ظلّ شدة الحصار والجوع.
ومع ذلك، فقد أظهرَ النبيُ (ص) وأصحابُه أنّ الصبرَ والثباتَ يولّدان العزة، فلم يتذلّلوا لزعماء مكة بل ازدادوا صلابةً وتماسكًا.
..يتبع
بقلم الشيخ محمد سعد حفظه المولى.