www.tasneem-lb.net

محمد حبيب الله (ص)

أهل البيت - رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلّم |2|

رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلّم

|2|

 

الرحمة

لغةُ النُصحِ والإرشادِ والموعظةِ الحَسَنة : وهي اللّغةُ التي كانت سائدةً في منطقِ النبيِّ (صلى الله عليه وآله) وحديثِهِ للناس، يقولُ (عليه السلام): «فَبَالَغَ فِي النَّصِيحَةِ، ومَضَى عَلَى الطَّرِيقَةِ، ودَعَا إِلَى الْحِكْمَةِ والْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ».

نذيراً وبشيراً : ولغةُ النُصحِ السائدةُ كانت تتجلّى بلغةِ البُشرى بما وَعَدَ اللهُ عزَّ وجلَّ بِهِ مِنَ الثوابِ والتحذيرِ بِوَعيدِهِ مِنَ العقاب، يقول (عليه السلام): «ونَصَحَ لأُمَّتِه مُنْذِراً، ودَعَا إِلَى الْجَنَّةِ مُبَشِّراً، وخَوَّفَ مِنَ النَّارِ مُحَذِّراً»، وقال (عليه السلام): «فَإِنَّ الله جَعَلَ مُحَمَّداً (صلى الله عليه وآله) عَلَماً لِلسَّاعَةِ، ومُبَشِّراً بِالْجَنَّةِ، ومُنْذِراً بِالْعُقُوبَة».

القدوةُ الحَسَنة: فقدْ جسَّدَ النبيُّ (صلى الله عليه وآله) حقيقةَ الدعوةِ بشخصِهِ، وبما مثَّلَتْه سيرتُهُ في قولِهِ وفعلِه، يقولُ (عليه السلام): «سِيرَتُهُ الْقَصْدُ، وسُنَّتُهُ الرُّشْدُ، وكَلَامُهُ الْفَصْلُ، وحُكْمُهُ الْعَدْلُ».

الوَعظُ والإرشاد: ففي كلامِ النبيِّ (صلى الله عليه وآله) ودعوتِهِ موعظةٌ للناسِ، بتحريكِ القلوبِ نحو الهدى والحقّ، بما يعالجُها بِهِ مِنَ الأمراض، فيكونُ بِهِ الشِفاء، يقولُ (عليه السلام): «أَرْسَلَه بِحُجَّةٍ كَافِيَةٍ ومَوْعِظَةٍ شَافِيَةٍ ودَعْوَةٍ مُتَلَافِيَةٍ، أَظْهَرَ بِه الشَّرَائِعَ الْمَجْهُولَةَ، وقَمَعَ بِه الْبِدَعَ الْمَدْخُولَةَ، وبَيَّنَ بِه الأَحْكَامَ الْمَفْصُولَةَ».

ختاماً، جاءَ في دعاءِ أميرُ المؤمنينَ (عليه السلام) لرسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله) قولُه: «اللَّهُمَّ، اقْسِمْ لَهُ مَقْسَماً مِنْ عَدْلِكَ، وَاجْزِهِ مُضَعَّفَاتِ الْخَيْرِ مِنْ فَضْلِكَ. اللَّهُمَّ، أَعْلِ عَلَى بِنَاءِ الْبَانِينَ بِنَاءَهُ، وَأَكْرِمْ لَدَيْكَ نُزُلَهُ، وَشَرِّفْ عِنْدَكَ مَنْزِلَهُ، وَآتِهِ الْوَسِيلَةَ، وَأَعْطِهِ السَّنَاءَ وَالْفَضِيلَةَ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ غَيْرَ خَزَايَا، وَلَا نَادِمِينَ، وَلَا نَاكِبِينَ، وَلَا نَاكِثِينَ، وَلَا ضَالِّينَ، وَلَا مُضِلِّينَ، وَلَا مَفْتُونِينَ».

 

المصدر نهج البلاغة.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد