www.tasneem-lb.net

أعياد

أعياد - في رحاب خطبة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الغدير |4|

في رحاب خطبة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الغدير
|4|

 

4- أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين ببيعة علي عليه السلام
ثمّ تطرَّق إلى مسألة البيعة وبيَّن أهميّتها وقيمتها وقال صلى الله عليه وآله وسلم: فأمرت أن آخذ البيعة منكم والصفقة لكم بقبول ما جئت به عن الله عز وجل في علي أمير المؤمنين والأوصياء من بعده الذين هم منّي ومنه إمامةً فيهم قائمةً، خاتمها المهدي إلى يوم يلقى الله الذي يقدِّر ويقضي.
ألا وإنّي قد بايعت الله، وعليٌّ قد بايعني، وأنا أخذكم بالبيعة له عن الله عز وجل. ثم قرأ: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾.

مستقبل الأمة والمصاعب الثقيلة
وفي خطبة الغدير تنبَّأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمستقبل المسلمين وما سيواجهونه من مصاعب، وعيَّن لهم أمير المؤمنين عليه السلام المرجع في ذلك، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: فإن طال عليكم الأمد فقصَّرتم أو نسيتم فعليٌّ وليكم ومبينٌ لكم، الذي نصّبه الله عز وجل لكم بعدي أمين خلقه. إنّه منّي وأنا منه وهو ومن تخلّف من ذريّتي يخبرونكم بما تسألون عنه ويبيِّنون لكم ما لا تعلمون.

ثم قال: "معاشر الناس، وكلّ حلالٍ دللتكم عليه وكل حرامٍ نهيتكم عنه، فإنّي لم أرجع عن ذلك ولم أبدّل. ألا فاذكروا ذلك واحفظوه وتواصوا به ولا تبدلوه ولا تغيروه..".

كما أوجب النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المسلمين إبلاغ خطاب الغدير إلى غيرهم تأكيدًا على كونه أعظم مصداقٍ للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فقال: "ألا وإنّ رأس الأمر بالمعروف أن تنتهوا إلى قولي، وتبلِّغوه من لم يحضر، وتأمروه بقبوله عنّي وتنتهوه عن مخالفته، فإنّه أمرٌ من الله عز وجل ومنّي. ولا أمر بمعروفٍ ولا نهي عن منكرٍ إلّا مع إمامٍ معصومٍ".

الإيمان والرضا بالأئمة الاثني عشر من العترة
في آخر فقرةٍ من الخطاب النبوي أخذ صلى الله عليه وآله وسلم في أمر البيعة قائلًا:" معاشر الناس، إنكم أكثر من أن تصافقوني بكفٍّ واحدٍ في وقتٍ واحدٍ، وقد أمرني الله عز وجل أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقَّدت لعليٍّ أمير المؤمنين ولمن جاء بعده من الأئمة منّي ومنه على ما أعلمتكم أن ذريتي من صلبه. فقولوا بأجمعكم: أنّا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلَّغت عن ربّنا وربك في أمر إمامنا على أمير المؤمنين ومن ولدت من صلبه. نبايعك على ذلك بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وأيدينا. على ذلك نحيى وعليه نموت وعليه نبعث. ولا نغيِّر ولا نبدِّل، ولا نشكُّ، ولا نجحد ولا نرتاب، ولا نرجع عن العهد، ولا ننقض الميثاق. وعظتنا بوعظ الله فى عليّ أمير المؤمنين والأئمة الذين ذكرت من ذريّتك من ولده بعده: الحسن والحسين ومن نصّبه الله بعدهما. فالعهد والميثاق لهم مأخوذٌ منّا من قلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وضمائرنا وأيدينا. من أدركها بيده وإلّا فقد أقرَّ بلسانه. ولا نبتغى بذلك بدلًا ولا يرى الله من أنفسنا حولا. نحن نؤدّي ذلك عنك الداني والقاصي من أولادنا وأهالينا، ونُشهد الله بذلك وكفى بالله شهيداً وأنت علينا به شهيدٌ."

فاستجاب المسلمون وفعلوا ما أمرهم به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وردَّدوا ما قاله، وتمَّت البيعة العامة بهذه الصورة، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم واقفٌ على المنبر.

وطلب صلى الله عليه وآله وسلم منهم أن يشكروا الله على هذه النعمة حيث أن الله تعالى لم يوكلهم إلى أنفسهم في اختيار خليفة، بل اختار لهم الأصلح بعلمه وألزمهم بالقبول.

وفي ختام الخطبة الشريفة دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمبايعين كما دعا على المعاندين، وختم خطبته الشريفة بالحمد لله رب العالمين.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد