www.tasneem-lb.net

مكتبة أشهر النور

مكتبة أشهر النور - فيض رحمة |4|

ديننا
فيض رحمة
|4|

(موجبات الرحمة - التوبة الصادقة) 

اللهم إني أسألك موجبات رحمتك
فما هي موجبات الرحمة الإلهية؟ 
قصة:
لما أيس يونس عليه السلام من إيمان قومه دعا ربه عليهم فقال: يا رب! إن قومي أبوا إلا الكفر فأنزل عليهم نقمتك فأوحى الله عز وجل اليه: إني أنزل بقومك العذاب، قال: فخرج عنهم يونس وأوعدهم العذاب بعد ثلاثة أيام، وأخرج أهله، فانطلق حتى خرج عنهم. فصعد جبلاً ينظر إلى أهل (نينوى) ويترقب العذاب. وبعث الله عز وجل جبريل، فقال: انطلق إلى مالك خازن النار فقل له يخرج من سموم جهنم على قدر مثقال شعيرة، ثم انطلق به فأحط به أهل مدينة (نينوى). قال: فانطلق جبريل ففعل ما أمره ربه عز وجل. وعاين قوم يونس العذاب لما هبط للوقت الذي وقت لهم يونس. ويُقال: إن العذاب لما هبط على قوم يونس فجعل يحوم على رؤوسهم مثل قطع الليل المظلم. فلما استيقنوا بالعذاب سقط في أيديهم وعلموا أن يونس قد صدقهم، فطلبوه فلم يقدروا عليه. فقالوا: نجتمع إلى الله ونتوب إليه. قال: فخرجوا إلى موضع يقال له: تل الرماد، وتل التوبة وإنما سمي: تل الرماد، لأنهم خرجوا جميعا الرجال والنساء والعواتق وأخرجوا معهم أنعامهم وبهائمهم، فميزوا بين المراضع وأولادها، والبهائم وأولادها، وجعلوا الرماد على رؤوسهم، ووضعوا الشوك من تحت أرجلهم، ولبسوا المسوح والصوف، ثم استجاروا بالله ورفعوا أصواتهم بالبكاء والدعاء. فعلم الله عز وجل منهم الصدق. فقالت الملائكة: يا رب! رحمتك وسعت كل شيء، فهؤلاء الأكابر من ولد آدم تعذبهم، فما بال الأصاغر والبهائم؟ فقال الله عز وجل: يا جبريل! ارفع عنهم العذاب، فقد قبلت توبتهم.

وقد ورد في الروايات إن التوبة الصادقة هي من أهم موجبات الرحمة الإلهية، ولعلها أحد أهم أسباب فيض الرحمة على قوم يونس عليه السلام حينما حف بهم العذاب. 

اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد