www.tasneem-lb.net

عقيدة

عقيدة - عطايا وجوائز الرحمان |2|

ديننا
عطايا وجوائز الرحمان المختصة في هذه الأشهر الكريمة
|2|

ما هو الهدف من هذه الدورة الإلهية التي تبدأ بأول ليلة من شهر رجب؟
الجواب: الأهداف ثلاثة: ليتوب العاصون، ويلحق المقصرون، ويسبق العاملون.
ربما تسمع من عالم كلاماً يكشف عن شديد حرقته على أصحاب الضلال، يتحرق عليهم، لماذا؟ لأنه يريد لهم الخير والهداية، يريدهم أن يرجعوا إلى الله عزّ وجلّ.
إذا كان عالم يحمل هذه الحرقة على أهل الضلال، فكيف هي الحالة التي يعيشها الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، أو أي من المعصومين؟
بعث الله عزّ وجلّ إلى  فرعون موسى وهارون عليهما السلام وقال لهما: {فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى}. 
وأرسل رسوله (صلّى الله عليه وآله) خير خلق الله، إلى من⁉️  إلى قوم فيهم أبو جهل الذي هو بنَصّ الرسول (صلّى الله عليه وآله): أعتى من فرعون.
كم هي رحمة الله تعالى للعاصين⁉️ لنا نحن معاشر العاصين. 
أيها الأحبة، ينبغي أن نطمع على أبواب شهر رجب. إن الله عزّ وجلّ يريد أن يشملنا برحمته، (الشهر شهري والعبد عبدي والرحمة رحمتي). كأنه تعالى يقول للمستكثرين جزيل الثواب -كما هو واضح من أدنى ملاحظة لروايات رجب- لماذا تتدخلون بيني وبين عبادي المريدين لي؟

إن الله سبحانه وتعالى يريد هذه الفرصة:
1- ليتوب العاصون: الذنوب تمنع من التوبة، فإذا وفق الإنسان لعمل صغير في شهر رجب وأسقطت عنه تراكمات هائلة من الذنوب، فربما أصبح مؤهلاً للتوفيق للتوبة، وإذا تاب فإن الله عزّ وجلّ يقبل توبته.
2- أيضاً، ليلحق المقصرون: رب إنسان يحمل هماً مبرحاً في سويداء قلبه، يعرف أن قراءة القرآن مستحبة، والصلوات المستحبة ما أكثرها، الصوم المستحب كم هو عظيم، الأذكار، الأمور التي هي زاد الآخرة يعرفها، ولكنه مقصر، لم يدخر لآخرته شيئاً، لم يحصّل الزاد ليوم المعاد.
وها هو شهر رجب الأصب الذي تصب الرحمة فيه صباً. إنها بداية الفرصة الإلهية الفريدة لكي يلحق المقصرون. تماماً كما يهتدي الفرد منا في المجال الدنيوي إلى مجال عمل ما، فيربح في اليوم مئات الآلاف مثلاً، فيعوض بذلك كسلاً وضياعاً طيلة سنوات. كذلك الأمر في باب الثواب مع إطلالة هذا الشهر المبارك. إننا أمام التدقيق في التعامل مع فرصة استثمار نوعي "ليلحق المقصرون".
3- وليسبق العاملون: نبذل كل الجهد لدنيانا. حتى الأمور التي من شأنها أن ترفعنا إلى أعلى عليين، من قبيل قضاء حوائج الناس أو من قبيل الرحمة للآخرين أو من قبيل التدريس والكتابة، ندخل فيها عناصر الأنا والأنانية، فننسفها في اليم نسفاً، نقضي عليها، فما هي الحصيلة التي تبقى؟
يراد ب"العامل" من يعمل لآخرته. إذا كان هذا العامل جاداً إلا أن هناك عوائق تقف أمامه، فإن هذه الفرصة الإلهية الفريدة تتيح له أن يسبق. يقول لنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "إن لربكم في أيام دهركم نفحات، ألا فتعرضوا لها ولا تعرضوا عنها" كيف أنك عندما تجد ابنك يتلوع من الألم وتريده أن يشرب الدواء وتتكلم معه بحنان، يا بني إشرب الدواء لمصلحتك. كذلك يريدنا صلّى الله عليه وآله أن نتعرض لنفحات ربنا عزّ وجلّ في شهره.
يقول الشيخ الطوسي عليه الرحمة: "شهر رجب شهر عظيم البركة، كانت الجاهلية تعظمه وجاء الإسلام بتعظيمه، وهو شهر الأصم. سمي بذلك لأن العرب لم تكن تغير فيه ولا ترى الحرب وسفك الدماء، وكان لا يسمع فيه حركة السلاح ولا صهيل الخيل، ويسمى أيضاً الشهر الأصب، لأنه يصب الله فيه الرحمة على عباده".
الرحمة من دون صب من الله عزّ وجلّ هي هذه الرحمة العظيمة، فكيف إذا كانت الرحمة تصب صباً؟
(موقع المعارف الإسلامية الثقافية الالكترونية/ بتصرف).
انتظرونا، يتبع..

 

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد