www.tasneem-lb.net

عقيدة

رحلة حياة - شغف اللقاء

شغف اللقاء

 

من فاته الذهاب إلى بيت الله الحرام، ما فاته قصد رب العالمين، وقصد الوصول إليه. إن الإنسان المؤمن في حج وطواف دائم، في كل حركاته وسكناته هو يريد المولى عز وجل.

ولعل البعض يذهب إلى الحج، ويرجع وهو لم يزر صاحب البيت؛ لأنه لم يقصده ولم يتفاعل معه، فإذن، إذا تفاعل الإنسان مع صاحب البيت - حتى لو كان في أدغال أفريقيا- فهو قاصد لله عز وجل، وهو الحاج حقيقة، هنالك عبارة مخيفة جداً لأئمتنا (عليهم السلام).

يقولون فيها: (ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج)!

فالحج معناه القصد، فالذي لا قصد له، لا حج له، ومن المعلوم أن القصد حركة في القلب، أي أن جوهر الحج أمر قلبي، فالحج هو القصد، والقصد موقعه القلب، وبالتالي، فإن قوام الحج هو بهذه الحركة القلبية، فالإنسان في الحج يقصد شيئاً، فما هو المقصود في الحج؟ هنالك مقصود أولي، وهنالك مقصود ما وراء هذا المقصود الأولي.

ففي الدرجة الأولى - بالعنوان الأولي- الحاج يقصد بيت ربه، وينوي الإتيان بالنسك المعهودة؛ ولكن الحاج له هدف أرقى من الإتيان بالنسك، ألا وهو لقاء رب العالمين، كما قال تعالى: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}، الكهف/110.

فالقرآن يفتح شهيتنا على هذه الدرجة العالية من الكمال: أن يقصد الإنسان لقاء ربه، فإذن، هنالك لقاء مع بيته، ومع مسعاه، ومع أرض عرفته، ومع أرض مناه وما شابه ذلك. وهنالك لقاء مع الله عز وجل، أو لقاء به، وهذا اللقاء من الواضح جداً أنه من خواص قلب الحاج: (لا تدركه العيون بمشاهدة العيان، بل تدركه القلوب بحقائق الإيمان).

من الطبيعي أن تنقدح مشاعر الشوق لدى المسلمين، وخاصة مع ما تنقله أجهزة الإعلام في أداء المناسك.

بلا شك أن الذي يعيش هذه المشاعر لا بد أنه سيُثاب أيّما ثواب، وهو يعد مشاركاً للحجاج في مشاعرهم.

ويستطيع الاستغلال العبادي الأمثل لهذه الأيام والليالي المباركة بما ذكره لنا أهل البيت عليهم السلام من صيام ودعاء وقيام، فيشارك الحجاج في ثوابهم وأجرهم وأعمالهم.

كل عام وأنتم بخيروتقبل الله أعمالكم المباركة.

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد