www.tasneem-lb.net

عقيدة

جوامع الشِيٓم - العدل |1|

جوامع الشِيٓم

العدل

 |1|


وهو مناعة نفسية،تردع صاحبها عن الظلم، وتحفّزه على العدل، وأداء الحقوق والواجبات.

وهو سيد الفضائل،ورمز المفاخر، وقوام المجتمع المتحضر، وسبيل السعادة والسلام.

وقد مجّده الإسلام،وعنى بتركيزه والتشويق إليه في القرآن والسنة: قال تعالى: «إنّ اللّه يأمر بالعدلوالإحسان»-النحل: 90-.

وقال سبحانه:«وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى»- الأنعام: 152-.

وقال الرضا عليهالسلام: «استعمال العدل والإحسان مؤذن بدوام النعمة»، ميزان الحكمة/ج4 .

 

أنواع العدل

للعدل صور مشرقةتشع بالجمال والجلال، وإليك أهمها:

1- عدل الإنسان معاللّه عز وجل، وهو أزهى صور العدل، وأسمى مفاهيمه، وعنوان مصاديقه، وكيف يستطيعالإنسان أن يؤدي واجب العدل للمنعم الأعظم، الذي لا تحصى نعماؤه، ولا تعدّ آلاؤه؟!

وإذا كان عدلالمكافأة يُقدّر بمعيار النعم، وشرف المنعم، فمن المستحيل تحقيق العدل نحو واجبالوجود، والغني المطلق عن سائر الخلق، إلا بما يستطيعه قصور الإنسان، وتوفيقالمولى عز وجل له.

وجماع العدل معاللّه تعالى يتلخص في الإيمان به، وتوحيده، والإخلاص له، وتصديق سفرائه وحججه علىالعباد، والإستجابة لمقتضيات ذلك من التوله بحبّه والتشرف بعبادته، والدأب علىطاعته، ومجافاة عصيانه.

2 - عدل الإنسانمع المجتمع:

وذلك برعاية حقوقأفراده، وكفّ الأذى والإساءة عنهم، وسياستهم بكرم الأخلاق، وحسن المداراة وحبّالخير لهم، والعطف على بؤسائهم ومعوزيهم، ونحو ذلك من محققات العدل الإجتماعي.

وقد لخّص اللّهتعالى واقع العدل العام في آية من كتابه المجيد: «إن اللّه يأمر بالعدل والإحسان،وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون» - النمل:90.

3 - عدل البشرالأحياء مع أسلافهم الأموات، الذين رحلوا عن الحياة، وخلّفوا لهم المال والثراء،وحرموا من متعه ولذائذه، ولم يكسبوا في رحلتهم الأبدية، إلا أذرعاً من أثوابالبلى، وأشباراً ضيقة من بطون الأرض.

فمن العدل أنيستشعر الأحياء نحو أسلافهم بمشاعر الوفاء والعطف وحسن المكافاة، وذلك بتنفيذوصاياهم، وتسديد ديونهم، وإسداء الخيرات والمبرات اليهم، وطلب الغفران والرضاوالرحمة من اللّه عز وجل لهم.

قال الصادق عليهالسلام: «إنّ الميّت ليفرح بالترحم عليه، والإستغفار له، كما يفرح الحي بالهديةتُهدى اليه»، وسائل الشيعة/ج2 .

وقال عليه السلام:«من عمل من المسلمين عن ميت عملاً صالحاً، أضعف اللّه له أجره، ونفع اللّه بهالميت»، وسائل الشيعة/ج2 .

4 - عدل الحكام:

وحيث كان الحكامساسة الرعية، وولاة أمر الأمة، فهم أجدر الناس بالعدل، وأولاهم بالتحلي به، وكانعدلهم أسمى مفاهيم العدل، وأروعها مجالاً وبهاءً، وأبلغها أثراً في حياة الناس.

بعدلهم يستتبالأمن، ويسود السلام، ويشيع الرخاء، وتسعد الرعية.

وبجورهم تنتكس تلكالفضائل، والأماني إلى نقائضها، وتغدو الأمة آنذاك في قلق وحيرة وضنك وشقاء.

يتبع..(محاسنالعدل)


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد