www.tasneem-lb.net

عقيدة

جوامع الشِيٓم - البخل |2|

جوامع الشِيٓم

البخل |2|

  

صور البخل:

البخل بالفرائض المالية:وهي من أقبح الصور وأشدّها إثماً، وهي التي أوجبها اللّه تعالى على المسلمين، تنظيماًلحياتهم الاقتصادية، وانعاشاً لمعوزيهم.

وهكذا تختلف معائبالبخل، باختلاف الأشخاص والحالات:

-        فبخل الأغنياء أقبحمن بخل الفقراء.

-        والشحّ على العيالأو الأقرباء أو الأصدقاء أو الأضياف أبشع وأذمّ منه على غيرهم.

-        والتقتير والتضييقفي ضرورات الحياة من طعام وملابس، أسوأ منه في مجالات الترف والبذخ أعاذنا اللّه منجميع صوره ومثاليه.


علاج البخل

1 - أن يستعرض ما ذُكرمن آيات وأحاديث من محاسن الكرم، ومساوئ البخل، فذلك يخفف من سَورة البخل. وإن لم يُجدِذلك، كان على الشحيح أن يخادع نفسه بتشويقها إلى السخاء، رغبة في الثناء والسمعة، فإذاما أنس بالبذل، وارتاح إليه، هذّب نفسه بالإخلاص، وحبب إليها البذل في سبيل اللّه عزوجل.

2 - للبخل أسباب ودوافع،وعلاجه منوط بعلاجها، وبدرء الأسباب تزول المسَّببات.

وأقوى دوافع الشحّخوف الفقر، وهذا الخوف من نزعات الشيطان، وإيحائه المثّبِّط عن السخاء، وقد عالج القرآنالكريم ذلك بأسلوبه البديع الحكيم، فقرّر: أن الإمساك لا يجدي البخيل نفعاً، وإنماينعكس عليه إفلاساً وحرماناً، فقال تعالى: «ها أنتم هؤلاء تُدعون لتنفقوا في سبيل اللّهفمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه واللّه الغني وأنتم الفقراء» (محمد:38).

وقرر كذلك أن ما يسديهالمرء من عوارف السخاء، لا تضيع هدراً، بل تعود على المُسدي، من الرزاق الكريم، قالعز وجل: «وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه، وهو خير الرازقين» (سبأ: 39).

من دواعي البخل اهتمامالآباء بمستقبل أبنائهم من بعدهم، فيضنون بالمال توفيراً لأولادهم، وليكون ذخيرة لهم،تقيهم العوز والفاقة.

وهذه غريزة عاطفيةراسخة في الإنسان، لا تضرّه ولا تجحف به، ما دامت سويّة معتدلة. بعيدة عن الإفراط والمغالاة.

بيد أنه لا يليق بالعاقل،أن يسرف فيها، وينجرف بتيارها، مضحياً بمصالحه الدنيوية والدينية في سبيل أبنائه.

وقد حذّر القرآن الكريمالآباء من سطوة تلك العاطفة، وسيطرتها عليهم كيلا يفتتنوا بحب أبنائهم، ويقترفوا فيسبيلهم ما يخالف الدين والضمير: «واعلموا أنّما أموالكم وأولادكم فِتنة وأن اللّه عندهأجر عظيم» (الأنفال: 29).

وليتذكر الإنسان قولأمير المؤمنين عليه السلام في كتاب له: «أما بعد، فإن الذي في يديك من الدنيا، قد كانله أهل قبلك، وهو صائر إلى أهل بعدك، وإنما أنت جامع لأحد رجلين: رجل عمل فيما جمعتهبطاعة اللّه فسعد بما شقيت به، أو رجل عمل فيه بمعصية اللّه، فشقي بما جمعت له، وليسأحد هذين أهلاً أن تؤثره على نفسك، وتحمل له على ظهرك، فارجُ لمن مضى رحمة اللّه، ولمنبقيَ رزق اللّه»، بحار الأنوار/ج70 عننهج البلاغة .


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد