ديننا
الصبر يعقب خيراً
|3|
درجات الصبر
إن المفهوم من الأحاديث الشريفة أن للصبر درجات، ويختلف الأجر والثواب بحسب الدرجة كما في الرواية عن مولى المتقين الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله الصبر ثلاثة: صبر عند المصيبة وصبر على الطاعة وصبر عن المعصية. فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها، كتب الله له ثلاثمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء والأرض، ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش، ومن صبر عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش".أصول الكافي.
ويفهم من هذا الحديث أن الصبر على المعصية أفضل من كل مراتب الصبر حيث تكون درجاته أكثر والفواصل بين درجاته كبيرة جداً. ويفهم أيضاً أن مساحة الجنة أوسع مما في أوهامنا نحن المحجوبين والمقيدين.
ولعل ما ورد في تحديد الجنة من قوله تعالى: ﴿عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ﴾(آل عمران:133) عائد إلى جنة الأعمال.
وما ورد في الحديث "جنة الأخلاق"، والمقياس في جنة الأخلاق، قوة الإرادة وكمالها، وهي غير محدودة بحد.
وفي رواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله سيأتي على الناس زمان لا يُنال فيه المُلك إلا بالقتل والتجبر، ولا الغنى إلا بالغضب والبخل، ولا المحبة إلا باستخراج الدين واتباع الهوى، فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى وصبر على البِغضة وهو يقدر على المحبة وصبر على الذل وهو يقدر على العز، أتاه الله ثواب خمسين صدّيقاً ممن صدّق بي" .أصول الكافي.
المصدر: الإمام الخميني/الأربعون حديثا.