ديننا
الصبر يعقب خيراً
|2|
مقام الصبر
إن الصبر يعتبر من مقامات المتوسطين، لأن النفس ما دامت تكره المصائب والبليات، وتجزع منها، فهذا يعني أن مقام المعرفة ناقص. كما أن مقام الرضا بالقضاء، والابتهاج من إقبال المصائب عليه، مقام أرقى من مقام الصبر، رغم كون مقام الرضا من مقام المتوسطين أيضاً.
فالإنسان إذا أدرك حقيقة العبادة وآمن بصورها البهية في الآخرة، وكذلك آمن بالصور الموحشة للمعاصي، لما كان للصبر على الطاعة أو المعصية معنى. بل الأمر يغدو معكوساً، فترك العبادة عنده أو فعل المعصية هو الأمر المكروه الذي يتسبب بجزعه النفسي، جزع أكثر من جزع الصابرين في البليات والمصائب.
نُقل عن العبد الصالح علي بن طاووس قدس سره أنه كان يحتفل في كل عام يوم ذكرى بلوغه للتكليف الشرعي، ويتخذه عيداً وينثر الهدايا على الأصدقاء والأهل، وذلك لما شرفه الله سبحانه وتعالى في ذلك اليوم بالإذن في فعل العبادات والطاعات. فهل فعل الطاعات يعد لهذا الروحاني من الصبر على المكروهات الكامنة في أعماق الإنسان؟ أين نحن من هؤلاء العباد المنقادون للحق تبارك وتعالى؟
وما ورد في أئمة الهدى أو الأنبياء العظام من نعتهم بالصبر، فمن المحتمل أنه من الصبر على الآلام الجسدية التي تحصل حسب طبيعة الإنسان، أو هو من الصبر على فراق الأحبة وهو حينئذٍ من المقامات الكبيرة للمحبين.
المصدر:الإمام الخميني قده/ الأربعون حديثًا.