www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان - شهر الفُرَص |3|

ديننا
شهر الفُرَص
|3|

يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ... بِكَ عَرَفْتُكَ وَأَنْتَ دَلَلْتَنِي عَلَيْكَ وَدَعَوْتَني إِلَيْكَ، وَلَوْلا أَنْتَ لَمْ أَدْرِ ما أَنْتَ (من دعاء أبي حمزة الثمالي)
المنتفعون من الضيافة الإلهية، ينتفعون أيضًا من التحدث مع الله تعالی ومخاطبته ومناجاته وفتح قلوبهم لربّهم وإذاعة أسرارهم له. وهذا ما یتجسّد في الأدعیة. دعاء أبي حمزة الثمالي والأدعیة الیومیة، وأدعیة اللیالي والأسحار، هذه کلها محاورة وکلام مع الله، وطلب من الله، وتقریب للقلب من ساحة العزة الإلهیة.  
بالتالي هم ینتفعون من کل فوائد وخیرات هذه الضیافة.
وقبل کل هذا وربما فوق کل هذا ترك المعاصي والذنوب. فهم لا یرتکبون المعاصي في هذا الشهر. 
في الروایة الواردة حول خطبة الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هذه، یسأل الإمام علي بن أبي طالب (علیه الصلاة والسلام) الرسول الأعظم (صلوات الله وسلامه علیه وآله): أيّ الأعمال أفضل في هذا الشهر؟ فیجیب الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «الورع عن محارم الله».
اجتناب الذنوب وما حرّمه الله مقدّم علی الأعمال الإیجابیة. ترك المعاصي يحول دون تلوّث الروح والقلب. وهؤلاء الذین نتحدث عنهم یتجنّبون المعاصي أیضاً.
إذن، فهناك الصیام، وهناك تلاوة القرآن، وهناك الدعاء وذکر الله، وهناك البُعد عن المعاصي. هذه المنظومة تقرّب الإنسان من حیث الأخلاق والسلوك من الحالة التي یریدها الإسلام. حین تحصل هذه المجموعة من الأعمال یخلو قلب الإنسان من الأحقاد، وتُبعث فیه روحُ التضحیة والإیثار، وتصبح مساعدة المحرومین والفقراء سهلة علیه، ویسهل علیه أیضاً الصفح والتجاوز لصالح الآخرین وبما یضرّه فی الأمور المادیة.
لذلك تلاحظون أن الجرائم تقل في شهر رمضان، وتکثر فیه الخیرات، وتزداد فیه المحبّة بین الناس. وهذه کلها ببرکة هذه الضیافة الإلهیة.
الإمام الخامنئي (دام ظله).


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد