www.tasneem-lb.net

عقيدة

عقيدة - "محاربة الطاغوت" وعبادة الله مسار واحد |1|

"محاربة الطاغوت" وعبادة الله مسار واحد
|1|

يستوقفنا في القرآن الكريم مفهوما "الاستضعاف" و "الاستكبار" أو "الطاغوت" ولهما أهمية بالغة على مدى تاريخ الإسلام من بعثة النبي صلى الله عليه وآله إلى ظهور الإمام المنتظر عجل الله فرجه. 

عند بعثة النبي صلى الله عليه وآله تحدثت الآيات المنزَلَة حينئذ عن طغيان الإنسان؛ (إِنَّ الْإِنْسانَ لَیَطْغى) [العلق/6] كما أنها ذكرت طغيان فرعون عند بعثة النبي موسى عليه السلام؛ (اذْهَبْ إِلى‏ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) [طه/24] وكأن الأنبياء إنما يبعثون ليواجهوا الطغيان! (وَلَقَدْ بَعَثْنا فی‏ کُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) [النحل/36] .

ولكن للأسف قد فسّرت بعثة الأنبياء غالبًا كقضيّة عقائدية بحتة، وهذا ما أدّى إلى تحريف الدين وتبلور بوادر العلمانيّة. إذا أعطي كتاب أصول العقائد لامرئ كأول كتاب تعليمي دينيّ، ثم لم يُذكر فيه محاربة الطاغوت كالوجه الآخر لـ (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ) فهذا تحريف غير مباشر للدين!

من المقدّر في آخر الزمان أن يحكم المستضعفون، وذلك يعني انتهاء عصر الاستضعاف وشوط سلطة الطاغوت. ولكن ما الذي يفعله الطواغيت؟ إنهم يطغون فيستضعفون جماعةً من الناس ويجعلونهم مستضعفين. أما الدين فماذا يفعل؟ إنه يهدف إلى تقوية الناس!
يتبع..
الشيخ علي رضا بناهيان.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد