www.tasneem-lb.net

عاشوراء

عاشوراء - إنّي أحامي أبدًا عن ديني |2|

إنّي أحامي أبدًا عن ديني 
|2|

 

▪ قبل استكمال وقوفنا عند دلالات ومضامين هذا الشعار العظيم، لا بدّ لنا وأن نستذكر لحظة صدور هذا الشعار وإعلان هذا القول أمام جيشٍ كبير من الأعداء، فمولانا أبي الفضل العباس (عليه السلام) نطق بكلماته تلك وهو في عزّ آلامه وجراحه، غير آبهٍ بحاله ومن حوله من الأشرار، وكأنّه أراد أن يكرّس كلماته على امتداد التاريخ، ليسمعها للعالم بأسره فيتعمقّون في معانيها كلّما دارت عليهم النوائب.

بالعودة إلى مضمون الحديث، فقد أورد فيه (عليه السلام) مفردة “أَبَدًا”، وفي الوقوف على دلالات هذه المفردة، فهذه الكلمة أصلها الفعل (بَدَا) في صيغة الماضي المعلوم منسوب لضمير المفرد المذكر (هو)، وهي ظرف زمان لتأكيد المستقبل ويدلّ على الاستمرار ويستعمل مع الإثبات والنفي، وقد اشتقّ منه مصدر “الأَبَديَّة”، وهو مصدر صناعيّ من أَبَد، ومعناه دوامٌ لا نهاية له.
وغنيٌّ عن البيان أنّ إيراد هذه المفردة تحديدًا فيها إثبات وتأكيد منه (عليه السلام)، على تمسّكه بنصرة دينه إلى آخر رمقٍ في حياته، وتثبيت دعوته السّابقة بضرورة نصرة ديننا على مرّ العصور.

وممّا أكّد على ذلك أيضًا، هو ربط كلمة "الدين" بضمير المتكلّم التّابع لمولانا أبي الفضل العباس (عليه السلام) حين قال “ديني”، وفي ذلك دعوة ضمنيّة لضرورة نصرة الدين وترسيخها كفريضةٍ مقدّسةٍ واجبةٍ على كلّ حرٍّ وأبيّ.

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد