عقيدة - سنن النصر |3|

سنن النصر
|3|

الارتباط الصادق بالله

ما هو المعنى العملي لإعلان الارتباط الصادق بالله وأنبيائه؟

الله سبحانه يختبر علاقة المؤمنين به: هل أنتم مستعدون للتضحية إذا كان الفوز هو الله؟
ينبغي الالتزام بهذا المسلك العملي: 
الاستعداد للتضحية المدعوم بكثرة ذكر الله، وها هو أمير المؤمنين (عليه السلام) يوصي ولده محمد بن الحنفية: "تَزُولُ اَلْجِبَالُ وَلاَ تَزُلْ عَضَّ عَلَى نَاجِذِكَ، أَعِرِ اَللَّهَ جُمْجُمَتَكَ، تِدْ فِي اَلْأَرْضِ قَدَمَكَ، اِرْمِ بِبَصَرِكَ أَقْصَى اَلْقَوْمِ، وَغُضَّ بَصَرَكَ، وَاِعْلَمْ أَنَّ اَلنَّصْرَ مِنْ عِنْدِ اَللَّهِ سُبْحَانَه" (شرح نهج البلاغة لابن حديد ج1). 

الطاعة والوحدة تحت راية الولي، والصبر على هذه الطاعة:
يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ / وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ  وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 45، 46].
في زمن البلاء يجب أن يتكاتف أهل الحق تحت راية الولي بصبرٍ وأناة، أما إذا انفرط عقد الولاء فالخاسر الأكبر هو جمع المؤمنين.
كما في قوله تعالى: (وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم) محمد: 38.
فالنصر محتوم وله أهله، لذا علينا أن نعمل لنكون من أهله.

مواجهة الظالمين في الأرض. يقول تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) الانفال 60.

المؤمن الصادق نفسه متصلة بالله وهو في كل الساحات يقطع يد الظالمين ويعمل عمل الصالحين، لذا يتطلب منه المبادرة لعمارة الأرض وإحيائها بالعمل الصالح: فالمؤمن قليل الكلام كثير العمل.
عند الوقوع في الشبهات سيما أمام غدر القريب ومكر العدو، وتربّص الفاسدين الظالمين، الحل يكون بالرجوع إلى أولي الأمر، وأهل العلم، والمواقف والجهاد، وأخذ الموقف منهم. 

وأعدوا. 
تدريس المربية الفاضلة فدوى فرحات.