www.tasneem-lb.net

عاشوراء

عاشوراء - مصارع الكرام |4| أصحاب البصيرة |الجزء الأول|

مصارع الكرام
|4|

أصحاب البصيرة 
|الجزء الأول|

في زمن الحياد الأرعن، وعندما وقفت دولة الإسلام العظمى تتفرج على ذبح ابن بنت نبيها، كان هناك نفرٌ قليلٌ من مهندسي البصيرة وفناني الإرادة والهمة الكبيرة يبدعون في تصميم أجمل وأنجح تجارب إدارة الأزمات.

ولو أراد الباحثون قياس نسبة البصيرة عند جماعة معينة من خلال تجربة اجتماعية تحاكي ظروف وأحداث العالم الاسلامي آنذاك، في بيئةٍ لا تعرف شيئاً عن كربلاء، فالنتيجة ستأتي [صفر/10] أو أكثر بقليل!

لماذا؟
في الولايات المتحدة، أُجريت دراسة نفسية اجتماعية على جريمة قتل بشعة حصلت في وضح النهار وأمام مرأى ومسمع الناس.
الضحية تُركَت مرمية في الشارع تنزف حتى الموت، دون أن يبادر أحدٌ للمساعدة! وهذا ما استفز احد علماء الإجتماع ودفعه للبحث عن السبب.
أُجرِيت مقابلات مع الأشخاص الذين شهدوا الجريمة، وكان جواب الجميع واحدًا "لم أعرف ماذا أفعل"!
وكنتيجة مهمة جداً وواضحة: عندما يغيب الوعي وتغيب الحكمة والبصيرة، فإن الناس التي لا تدرك كيف تتصرف ستلجأ لتقليد الآخرين، باعتبار أن سلوك الأغلبية هو الصواب.. وهنا تقع المصيبة.

قبل عام 61 للهجرة، كان المسلمون لم يخوضوا بعد تجربة كربلائية سابقة، ولم يسمعوا عن فاجعة مشابهة في تاريخ حركة المرسلين. ولذلك، فهم لم يعرفوا كيف سيؤثر قرارهم وموقفهم تجاه القضية على حركة سيد الشهداء، فلجأوا وقتها إلى تقليد العوام من الأغلبية الصامتة وحصل التخاذل.
أما خواص الحق وأهل البصائر، فقد اتخذوا الموقف الأعقل والأشجع في التاريخ، وكانوا في قمة البصيرة وفي أقصى مستوى من معرفة التكليف وأدائه. وهذه كانت ميزتهم الفريدة.

فكيف تمكنوا من إبداع هكذا بصيرة عظيمة؟ هذا ما سنبحث فيه في الفقرة القادمة.

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد