www.tasneem-lb.net

معالي الدعاء

معالي الدعاء - رجب ربيع النفوس

رجب ربيع النفوس
 
ومن أدعية شهر رجب ما روي عن محمّد السجّاد: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك، هذا رجب، علّمني فيه دعاءً ينفعني الله به. فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): "اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، وقل في كلّ يومٍ من رجب صباحًا ومساءً وفي أعقاب صلواتك في يومك وليلتك:
يا من أرجوه لكلّ خير، وآمن سخطه عند كلّ شر.. إلى آخر الدعاء
يا لهذا الدعاء من معاني جليلة تزهر كالربيع في النفوس منها:
1. الأمل الدائم بالله تعالى، لأنّه سبحانه علّة كلّ خير، وكلّ الوجود خير.
(يا من أرجوه لكلّ خير).
نحن نرجو الخير والثواب في كل عمل نقوم به، في حياتنا في صلاتنا، في كلامنا وفي كل عمل خير. نرجو الثواب في كل عمل منك يا رب العالمين.
 
2. الأمن النفسيّ المنطلق من نظرة الحلم والرحمة الإلهيّة. (وآمن سخطه عند كلّ شر).
عندما نرى أنفسنا في أمن من سخط الله في ما نفعله من سيئات..ونرى ربنا الحليم الذي لا يستعجلنا بالعذاب..
حقاً إن هذه العبارة والعبارة السابقة كافيتان لمناجاة الله..فيها تظهر العظمة الإلهية من جهة وصفات العباد من جهة أخرى.
 
3. السخاء العظيم، الذي قد نستبعده، لبخل أنفسنا (يا من يعطي الكثير بالقليل).
فعندما نرى مظلومي هذه الأمة وبالأخص دماء الشهداء المضحين الذين يفدون أنفسهم ويصبرون ويستقيمون مقابل الشدائد وإلى ما هنالك من أعمال جعلت العالم اليوم يتحول وينقلب على نفسه!
فحقاً إن أعمالنا مقابل هذه الانتصارات وهذا الثواب قليلة جداً.
 
4. الرحمانيّة التي وسعت كلّ شيء (يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحننًا منه ورحمة).
ربنا الذي يعطينا كل ما نطلبه منه (كل ما يريده عباده طبعاً كل ما يصب في مصلحة هذا الإنسان)
فبكرمه جعل أساس الخلقة أن يعطي الله عباده ما يشاؤون وإن لم يلتفت الإنسان لذلك، وقد يتقدم أو يتأخر زمن تحقق حاجة الإنسان، لكن لا بد أن تتحقق ولا صعوبة في ذلك.
أي يا من تعطي من لم يسألك من قبل أي سؤال أو طلب.. فعندما يولد هذا الإنسان يمده بالعطف والحنان والرزق الوفير عبر والديه.. فهل هذا العطاء والكرم بطلب؟
نعم يمدنا الله بما يشبعنا ويكسونا ويستر علينا و..
نعم إن عطاء الله متحقق دون طلب العباد.
ويعطي من لم يعرفه كالكفار والذين لا دين لهم ولا معرفة لهم بالله. والسبب في ذلك كله
هو التحنن منه والرحمة على جميع الخلق.
 
5. أما ما ينتج عن الأمل والأمن والسخاء والرحمانيّة.
(اعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة واصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا وشر الآخرة).
يأتي الطلب من الأدنى إلى الأعلى، بل.. طلب فيه الكثير من الطمع الإنساني وعدم التواضع في الطلب من الله:
نلح ونرفع سقف الطلبات منه تعالى.. ونرى أن الله يعطي الناس الكثير من الحاجات التي قد يتصورونها خيرة وحسنة، فبعض النعم، بعض الأموال، وبعض الجاه والمقامات قد يكون مضراً لهم بحسب منظورهم البسيط، فالله هو العالم بمصلحة الإنسان، لذا يصح أن يقول الإنسان في طلبه "إلهي هب لي الخير فإنني لا أعلم ما هو وأين هو".. فأبعد عني يا رب جميع شرور الدنيا والآخرة.
 "فإنه غير منقوص ما أعطيت" 
فمقدرة الله وخزائنه لا متناهية، والنقص مني أنا، منا نحن، نحن ناقصون وضيّقو النظر. ويجب علينا أن نخاطب الله دائما، فنقول: "وزدني من فضلك يا كريم".
وهنا ينتهي الدعاء، 
وعندها تأخذ بلحيتك لتظهر منتهى التضرع والذلة والخشية أمام الله سبحانه وتعالى.
 
6. وحتى لا يغلب الرجاء بالمعنى السلبيّ يذكرنا الدعاء بالحاجة إلى الله تعالى لنتخلّص من العذاب نقول ((حرِّم شيبتي على النار)).
فقد كان الإمام يأخذ بلحيته باكياً ويقول:
"يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا النعماء والجود، يا ذا المن والطول، حرم شيبتي على النار"، 
فإن أعطانا الله النعم ولكن لم يحرّم أجسادنا على النار، فهل يكون لذلك فائدة؟
 
إلهي كَفى بي عِزَّاً أن أكونَ لَكَ عَبداً، وَكَفى بي فَخراً أن تَكونَ لي رَبَّاً، أنتَ كَما أُحِبُّ فَاجعَلني كَما تُحِبّ.
 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد