www.tasneem-lb.net

محمد حبيب الله (ص)

محمد حبيب الله - صفات النبي الأكرم في القرآن |3|

صفات النبي الأكرم في القرآن
|3|

الرسول الأكرم أُذُن خير:
كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعامل كل إنسان بظاهره، ولا يبحث عن باطنه عملا بمبدأ الظاهر للناس، وأما الباطن فيتركه للَّه سبحانه وتعالى، وقد استغل المنافقون ذلك، فكانوا يفلتون من طاعة اللَّه ورسوله، ويعتذرون فيقبل منهم الرسول ويعفو. 
ولقد اتخذوا من هذه الفضيلة وسيلة للطعن فيه صلى الله عليه وآله وسلم، ونسبوه إلى سرعة التصديق والتأثر بكل ما يسمع، دون أن يتدبر ويميز بين ما هو جدير بالقبول، وما هو جدير بالرفض، ولو أنه صلى الله عليه وآله وسلم واجههم بكذبهم ونفاقهم، وعاملهم بما يستحقون من العقوبة لكان شرا لهم، ولقالوا: فظ غليظ. 
فلقد عابوه فيما يعود عليهم بالخير والنفع، فرد اللَّه على أولئك المنافقين بأن النبي أُذُن خير، لا أُذُن شر. يقبل منكم ما لا ضرر فيه على إنسان، ويرفض ما فيه الضرر، كالغيبة والنميمة.
﴿يُؤْمِنُ بِاللَّهِ ويُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ أي يصدق الصادقين منهم تصديق تسليم واقتناع.
أما المنافقون فيصدقهم فيما لا ضرر فيه تصديق ملاطفة ومجاملة.. فهو ﴿ورَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ﴾.

الثقة المطلقة بالله تعالى:
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قال الله تعالى على ثقة مطلقة به سبحانه. 
قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾ - الزمر:36.
الاستفهام في الآية للتقرير والمعنى هو يكفيهم، وفيه تأمين للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبال تخويف المشركين إياه بآلهتهم وكناية عن وعد الله له بالكفاية كما صرح به في قوله: ﴿فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم﴾ البقرة: 137.
وفي تعقيب قوله: ﴿أليس الله بكاف﴾إلخ بقوله: ﴿ومن يضلل﴾ إلخ إشارة إلى أن هؤلاء المخوفين لا يهتدون بالإيمان أبدا ولن ينجح مسعاهم وأنهم لن ينالوا بغيتهم ولا أمنيتهم من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن الله لن يضله وقد هداه.

السَّلامُ عَلَيكَ يا نَبِيَّ اللهِ، 
السَّلامُ عَلَيكَ يا مُحَمَّدُ، 
السَّلامُ عَلَيكَ يا أحمَدُ، 
السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللهِ عَلى الأوَّلِينَ وَالآخِرينَ وَالسَّابِقَ إلى طاعَةِ رَبِّ العالَمِينَ وَالمُهَيمِن عَلى رُسُلِهِ وَالخاتِمَ لأنبيائِهِ وَالشَّاهِدَ عَلى خَلقِهِ وَالشَّفِيعَ إلَيهمِ. ورحمة الله وبركاته.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد