www.tasneem-lb.net

محمد حبيب الله (ص)

محمد حبيب الله - صفات النبي الأكرم في القرآن |1|

صفات النبي الأكرم في القرآن
|1|

البشير والنذير 
من أهم الصفات التي استوجبت مهمة النبوة والرسالة "البشير" لتبشير الناس برسالة الإسلام التي تحمل الخير والسعادة لهم في الدارين.
"النذير"  لإنذار الناس من عذاب الله للذين حادوا عن صراطه تعالى، وجحد رسالته، وعبد غيره، فقد قال تعالى: (وَما أَرسَلناكَ إِلّا مُبَشِّرًا وَنَذيرًا) [الإسراء: 105]
"السراج المنير"  كانت أخلاقه صلوات الله عليه وآله ودعوته وسيرته كالمصباح المضيء الذي يضيء للناس ظلمات الطريق، ويوصلهم إلى ما فيه خيرهم وصلاحهم في الدنيا، ويخرج الناس من الظلمات إلى النور، فقد قال تعالى: (وَدَاعِيًا إِلَى اللَّـهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا) [الأحزاب: 46].
"صاحب الخلق العظيم" نِعم الخُلق خُلقه صلوات الله عليه وآله.
لا ينطق لسانه إلّا بالصدق من القول.
ولا تخرج منه إلّا الحكمة والرأي السديد والموعظة البالغة.
وفي تعامله مع الناس تظهر الأخلاق والقيم النبيلة في أعظم تجلياتها.
كانوا يضعون في طريقه الأشواك
وكان يزرع في طريقهم الأشواق
قال فيه تعالى : (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4]. 
"الرؤوف الرحيم" لقد كان صلوات الله عليه وآله رحيماً بالمسلمين يخشى عليهم من عذاب الله، ويرفق بهم ولا يكلفهم بما لا يطيقون من الأعمال.
- يخرج إليهم يحمل الأنوار
يعود للبيت ويحمل الأوجاع.
وفي كل مرة تتغلب أنواره على أوجاعه.
- لم يتراجع.. لم يتضعضع ولم يتزعزع. 
- ولم يترك مشروع الفلاح الذي يحمله. بل استمر حتى انتصر.
فقد قال تعالى: (لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ) [التوبة: 128].
صلى الله عليك يا رسول الله وصلى عليك ملائكة السماء في الليل والنهار. ما طلعت شمس وما أضاء قمر.

ولا تنازعوا فتفشلوا
شعاع الضوء وحده لا يصنع صباحًا، وأكياس الرمل منفردة لا تبني مدماكًا، وكذلك تفرق جهود المسلمين، لا تنتج مجتمعًا متماسكًا.
فتّشوا عن أسباب انهيار أقوى الدول والأمبراطوريات، ستجدوا أبرزها في التفكك والتنازع الداخلي، وحلّلوا معظم ظروف الإنتصارات، لتروا أنها في وحدة الصف والقيادة.

الطلقة الأولى للرسول (صلى الله عليه وآله)
بعدما نجح رسول الرحمة محمد (صلى الله عليه وآله) بنشر الإسلام في المدينة المنورة، كانت أول خطوة قام بها لبناء الدولة الإسلامية هي المؤاخاة بين فرقتَيْ المسلمين: المهاجرين والأنصار. وهو الذي حرص طوال مسيرته القيادية على الوحدة ونبذ الفرقة والتنازع، ومما ورد عنه: "لا فضل لعربي على أعجمي. إلا بالتقوى" ميزان الحكمة/ ج4 ؛ و "مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" ميزان الحكمة/ ج4 .
فالوحدة الإسلامية المطلوبة تعني اجتماع المسلمين في إطار سياسي جامع تتوحد فيه همومهم وقضاياهم، ويرتكز هذا الإطار على كونهم أمة واحدة يتظلّلون راية التوحيد والقرآن.

الاختلاف سلاح ذو حدين 
بعكس الوحدة وقدرتها العظيمة في صناعة الاقتدار، هناك بالمقابل حالة الاختلاف المدمرة، التي قد يخلقها العدو أو يستغلها للتغلغل كالصدع بداخل البنيان الهش.
إلا أن القيادات الرشيدة يمكنها أن تحوّل هذا الاختلاف إلى قوة تمكين إضافية تشد عضد المسلمين.
فطبيعة المجتمعات المنفتحة (ومن بينها مجتمعات دينية) تفسح المجال لكمّ هائل من التنوع والاختلاف الفكري والثقافي لأفرادها.
فهل يعني ذلك إيجاد التفرقة والتناحر بينهم؟
وكيف يمكن تحويل هذا الاختلاف الطبيعي من تهديد إلى فرصة؟
تكمن عناصر الانتفاع من اختلاف الرأي في أكثر من اتجاه:
تكامل الإمكانات والمقدرات المختلفة فيما بينها لتشتيت مساعي الأعداء وتضليلها، مثل الاختلاف في الأنظمة الاقتصادية بين الدول الإسلامية.
إظهار عظمة الإسلام في احتوائه لمرجعيات فكرية متعددة تصب كلها في بحر العقيدة الإلهية والنبوية الواحدة.
أما في أسلوب التعامل مع الإتجاهات المنحرفة داخل المجتمع الإسلامي، فيؤكد الإمام الخامنئي - دام ظلّه- على ضرورة مواجهتها بالحجة الدامغة والمنطق الديني السليم، وتجنب التصدي لها بالتكذيب والاتهام، مما يحدث شرخًا عميقًا بين أبناء المجتمع الواحد. "إنني أحذّر الشباب المعتقدين بالإسلام أن لا يتصوروا أن طريق المحافظة على المعتقدات الإسلامية هو بمنع الآخرين من إبراز عقائدهم؛ لا نستطيع حراسة الإسلام إلا عن طريق قوة واحدة فقط وهي قوة العلم، وإعطاء الحرية للأفكار المخالفة، ومن ثم مواجهتها مواجهة صريحة وواضحة".
                    
صلوا عليه وسلموا تسليما
جاء في كتابه العزيز { إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} _الأحزاب 56-
الصلاة على محمد وآل محمد من الأذكار التي تعد خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان لما لها من فضائل.
فلو أردنا تعداد فضائل هذا الذكر لاحتاج الأمر إلى إعداد أكثر من فقرة، لذا سنكتفي وبإيجاز ذكر بعض فضائل الصلاة على محمد وآله:
1- تلبية نداء الله تعالى ورسوله.
2- زيادة الحسنات:
روي عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): " من صلى عليّ من أمتي صلاة مخلصًا من قلبه صلى الله عليه بها عشر صلوات  ورفعه بها عشر درجات وكتب له بها عشر حسنات ومحا عنه بها عشر سيئات." مكارم الأخلاق
3- أنها من أفضل الأعمال 
4- تثقل الميزان: إن أثقل ما يوضع في الميزان من الأعمال هو الصلاة على محمد وآله.
5- كفارة للذنوب: عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام): "من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمد وآل محمد فإنها تهدم الذنوب هدما", وسائل الشيعة/ج4.
6- الخروج من الظلمات إلى النور: عن إسحاق بن فروخ قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) يا إسحاق بن فروخ من صلى على محمد وآل محمد عشرا صلى الله عليه وملائكته مائة مرة، ومن صلى على محمد وآل محمد مائة صلى الله عليه وملائكته ألفا، أما تسمع قول الله تعالى {هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما}، الكافي/ج2.
7- ترفع النفاق: فعن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "الصلاة علي وعلى اهل بيتي تذهب بالنفاق". الكافي/ج2
8- تطرد الشياطين:  عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "إن الشيطان اثنان شيطان الجن ويبعد بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وشيطان الإنس ويبعد بالصلاة على النبي وآله"، جامع أحاديث الشيعة/ج15.
9- توجب محبة الله تعالى والقرب من النبي (صلى الله عليه وآله): فعن أبي عبد الله (عليه السلام): "من قال صلى الله على محمد النبي، قال الله تبارك وتعالى: صلى الله عليك، فليكثر أو ليقل" مستدرك الوسائل/ج5.
10- أنها من موجبات الشفاعة.
11- أنها توجب استجابة الدعاء وقضاء الحوائج: عن الإمام علي (عليه السلام) قال:  "كل دعاء محجوب عن السماء حتى تصلي على محمد وآله". وسائل الشيعة/ج4.
12- توجب التذكر بعد النسيان.
13- نور في القبر وعلى الصراط وفي الجنة: فعن الرسول (صلى الله عليه وآله): " أكثروا الصلاة علي، فإن الصلاة علي، نور في القبر، ونور على الصراط، ونور في الجنة". مستدرك الوسائل/ج5.
وغيرها الكثير من الفضائل التي لم نأتي على ذكرها .
ونختم بما قاله الشافعي : 
يا آل بيت رسول الله حبكم                فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر أنكم               من لم يصل عليكم لا صلاة له.

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد