www.tasneem-lb.net

أخلاق

أخلاق - حياء ريحانة |1|

ثقافتنا
حياء ريحانة
|1|

من أروع الصور الّتي يرسمها القرآن الكريم للحياء والعفّة من ناحية، وللشهامة والرجولة والمروءة من ناحية أخرى، ما يذكره تعالى في سورة القصص عمّا جرى بين كليم الله موسى عليه السلام وبين ابنتَي نبيّ الله شعيب عليه السلام.

﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ﴾ وهو بئر كانت لهم ﴿وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ﴾  جماعة من الرعاة يسقون مواشيهم الماء من البئر.﴿وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَان﴾ تحبسان وتمنعان غنمهما من الورود إلى الماء، أو تكفّان الغنم عن أن يختلط بأغنام الناس
﴿قَالَ﴾ موسى لهما: ﴿مَا خَطْبُكُمَا﴾  ما شأنكما، وما لكما لا تسقيان مع الناس، وطبعاً هذا مظهر شهامة ورجولة يُعلِّمنا كيف لا نقف مكتوفي الأيدي إذا واجهنا ضعيفاً يحتاج إلى المساعدة بل نبادر إلى إعانته ﴿قَالَتَا لَا نَسْقِي﴾ عند المزاحمة مع الناس
﴿حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء﴾ حتّى ينصرف الناس، فإنّا لا نطيق السقي، فننتظر فضول الماء، فإذا انصرف الناس سقينا مواشينا ﴿وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾ لا يقدر على أن يتولّى السقي بنفسه من الكبر، ولذلك احتجنا، ونحن من النسوة، أن نسقي الغنم.

 إنّما قالتا ذلك اعتذاراً إلى موسى في الخروج بغير محرم، فإنّ المرتكز في ذهنيهما أنّ الفتاة لا ينبغي أن تكون في هذا الظرف والموقف، وهو كلام يُعبّر عن التربية النبوية، وعن الفطرة غير المتحوّلة في مسألة احتجاب المرأة، وعدم الاختلاط بالرجال، فهذا هو الّذي شعرت البنتان بحاجتهما إلى الاعتذار لأجله.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد