www.tasneem-lb.net

عقيدة

عقيدة - الشيعة والتشيّع |7|

ثقافتنا
الشيعة والتشيّع
|7|

ديموغرافياً: من الطبيعي أن يتشكّل التكتل السكاني حول السلطة الحاكمة للاستفادة من المواقع السلطوية والاقتصادية فتنمو تكتلات ديموغرافية سلطوية وتكتلات ديموغرافية رافضة للسلطة وقد سمّيوا الشّيعة تاريخياً وتحديداً في شبه الجزيرة العربية " بالروافض أو الفرقة الرافضة"، وما زالوا يُكنّون بهذه الكناية حتى اليوم، وبقيت إشكالية حركة التّشيع الفكرية  تشكل هاجساً في الحديث والمناظرات الإعلامية في توجهات المذاهب السلطوية.
 
جغرافياً: لمنع تكتل أفراد وجماعات التيار الشيعي في دائرة محددة، عمل الحكام على تشتيت جمعهم ونشرهم في الأقطار المختلفة إسهاماً في إضعاف حركتهم، التّي منها: إقصاؤهم إلى بلاد سواحل بلاد الشام (المنطقة الدائمة التوتر أمنياً واستراتيجياً كإقصاء أبي ذر الغفاري إلى جبل عامل). 

اجتماعياً: شكلت جذرية الفكر الشيعي وارتباطه المباشر بالمثل الأعلى للمجتمع الإسلامي: الرسول (ص) والأئمة (ع)، سبباً في خشية الحكام من انفتاح المجال أمام الفكر الشيعي وانتشاره، 
فعملوا على تشويه صورته، منها اعتماد سياسة سبهم على المنابر، والسعي لإقصائهم عن الحكم وغير ذلك لا مجال لذكره هنا. 
ولكن في مجال شرعية القيام بمهام المعصوم، بقي فقدان مقومات دولة شرعية يؤدي إلى تشتت الرؤية تجاه الأحكام الاجتماعية الذي تُرجم عملياً بتضييق دائرة ولاية الفقيه واقتصارها على جوانب محددة، فتباينت آراء الفقهاء في الجوانب المسموحة والأخرى المستبعدة. 
وقد شاع حالة استعداد لدى الجمهور الشيعي من تسديد الخمس وإقامة بعض الحدود (القضاء)، بمرتبة تناسب الظروف وبناء مجتمع متضامن ومتكافل مالياً وثقافياً وقضائياً دون وجود سلطة رسمية على رأسه، وبقيت البنية الفوقية لبعض العلماء المجتهدين واستعدادهم للتجاوب مع استعدادات الجمهور رهن المتصدّين للولاية. 

فكرياً: لوحظ منع التدوين واختفاء لكثير من دواوينهم وكتبهم، ولعل المجال الفكري الأكثر تأثراً بالظروف المحيطة بالأحكام السياسية المتعلقة بمشروع الدولة الذي يشكل مشروع فكري نهضوي بإشكالية عقيدة سوسيولوجيا.

مقاربة اجتماعية سياسية من إعداد: د. ليلى صالح (علم اجتماع سياسي).


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد