www.tasneem-lb.net

عقيدة

عقيدة - الشيعة والتشيع |5|

ثقافتنا
الشيعة والتشيع
|5|
 
الحديث عن الفكر الديني والسياسي للشيعة يأخذنا في طريق إلزامي للخوض في واقع الإشكالية، التّي عاشتها الأقلية الشيعية محاطة بوسط مخالف مذهبياً، لأن علاقة الدين بالسياسة مسألة جوهرية في دراسة الفكر الشيعي، "فالسلطة في المجال الإسلامي الشيعي هي ولاية، وإن تكن مفردات السلطة والسلطان والدولة، تعبيرات تأخذ مكانها في صياغات الفكر السياسي الشيعي، إلاّ أنّ استخدام السلطة بوصفها إمرة وحاكمية، تحتوي معنى الدولة وتتجاوزها في آن، فالدولة غاية من غايات السلطة، إلاّ أنّها لا تنحصر بها، فقد يكتب لها الأسبقية عليها دون أن يكون للدولة تحقيقاً فعلياً، وقد تنفصل عنها فتتجاوزها".  فهي قطب رحى الحراك الاجتماعي السياسي في جميع أشكاله
 
وعليه، ولفهم بنية حركة التشيع لا بد من استقراء تلك العلاقة وتطورها في الواقع بعرض العوامل المؤثرة على هذا التطور.
 
2. الولاية والتولي:
" إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا"  المائدة/55 .
الولاية لغة: مأخوذة من الفعل الثلاثي (ولي)  يقال: ولي الشيء وولي عليه وَلاية وولاية، يقال تباعد بعد وَلي ما يدل على القرب والدنو. 
واصطلاحاً: استخدمت للسلطة والأمر، والرعاية، وعبرت عن سلطة شرعية يتمكن بها صاحبها من إدارة شؤون المولى عليه وتنفيذها.
 
وبقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): "أنَا أوْلى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ" يقصد بالولي المشرف والقائد، حيث نجد ترابط وانسجام ظاهر بين معنى الولاية في اللغة والاصطلاح، إذ أن الولي القائم على شؤون المولى عليه يكون في العادة قريباً منه غير بعيد عنه، محققاً لمعاني التدبير والقدرة والرعاية، وجلب المصالح ودرء المفاسد، في الأعمال التي يمارسها والتصرفات التي يقوم عليها لأجل حق مَوْليه .
 
ويعتبر الشّيعة في رؤيتهم الدينية أن حركتهم السياسية تحمل مفاعيل استمرار الرسالة المحمدية مستندة إلى وجود المعصوم - الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، الإمام (عليه السلام)-، وبغيابه تسند إلى (أولي الأمر) "الولي الفقيه" .
 
ولا يغفلنا الأهم في ذلك وهو أن مشروعهم المجتمعي الذي يعتبره الشّيعة هدفهم في الحراك السياسي، يحمل أهدافاً تغييرية على مستوى الفرد والمجتمع، أسسه العدالة الاجتماعية التي تتمظهر بأحد أوجهها، بالخروج على الحاكم الظالم وإن كان مسلماً أو حتى شيعياً.
 
مقاربة اجتماعية سياسية من إعداد: د.ليلى صالح (علم اجتماع سياسي).


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد