www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان - هدهد التوحيد |5|

ديننا
هدهد التوحيد
|5|

فإن فلسفة الهدهد، أن يكون عينا لسليمان على باقي بقاع الأرض.

ففي المرحلة الأولى أرسل سليمان عليه السلام الهدهد ليأتي إليه بخبر عن عيال الله في باقي بقاع الأرض، وهذا يعني أن النبي لا يهدأ له بال حتى يوصل صوت الحق إلى كل الناس، وهذه تكشف عن حقيقة جرت على لسان الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام عندما وصف النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم قائلًا: (طَبِيبٌ دَوَّارٌ بِطِبِّهِ قَدْ أَحْكَمَ مَرَاهِمَهُ وَأَحْمَى مَوَاسِمَهُ يَضَعُ ذَلِكَ حَيْثُ الْحَاجَةُ إِلَيْهِ مِنْ قُلُوبٍ عُمْيٍ وَآذَانٍ صُمٍّ وَأَلْسِنَةٍ بُكْمٍ مُتَتَبِّعٌ بِدَوَائِهِ مَوَاضِعَ الْغَفْلَةِ وَمَوَاطِنَ الْحَيْرَةِ..).
والحق أن هذا الهدهد كان وسيلة لرفع الموانع عن قوم سبأ، فقد تعجب من عبادة القوم للشمس ونقل استغرابه واستعجابه إلى سليمان، وبالتالي سخّر سليمان كل ما آتاه الله من قوة وسلطنة على الجن والطير وغيرها من أجل أن يمنع القوم من عبادة غير الله.
وليس ذلك من أجل التسلّط عليهم والتحكم برقابهم، لا، بل لعتقهم من عبودية غير الحق ليعودوا عبادًا لله. الله الذي خلقهم والذي دبّر شؤونهم التكوينية (الربوبية التكوينية) وشؤونهم التشريعية (الربوبية التشريعية) والذي لا شك في أنه تفرد بكل ذلك، ويترتب عليه أنه لا يستحق أحد العبادة غيره.
بقلم فضيلة الشيخ عامر تركماني.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد