www.tasneem-lb.net

أميري علي(ع)

أميري علي (ع) - عشاق علي

ديننا
عشاق علي

جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم ليسأله: هَلْ يَنْفَعُنِي حُبُّ عَلِيٍ‏ عليه السلام فَقَالَ: "وَيْحَكَ، مَنْ أَحَبَّهُ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَحَبَّنِي أَحَبَّ اللَّهَ، وَمَنْ أَحَبَّ اللَّهَ لَمْ يُعَذِّبْهُ".

نستعرض بعضًا من عشق ثلة مؤمنة، والت فعرفت بحق معنى الولاية، حتى اختلطت الولاية بلحمهم وبدمهم، فذابت هويتهم في هوية إمامهم، حتى عرفوا بعشاق علي، رزقنا الله بحق مولده الشريف صلابة ذلك الإيمان وصدق تلك الولاية:

أ- عدي بن حاتم الطائيّ :
روي أنَّ عدي بن حاتم الطائيّ وكان قد أُصيب بعينه يوم معركة الجمل، واستُشهد أولاده الثلاثة: طريف وطراف وطرفة مع أمير المؤمنين عليه السلام دخل ذات يوم على معاوية بن أبي سفيان، وعنده عبد الله بن الزبير، فقال له ابن الزبير: "يا أبا طريف، متى ذهبت عينك، قال: يوم فرّ أبوك منهزماً فقُتل، وضُربتَ على قفاك وأنت هارب، وأنا مع الحق، وأنت مع الباطل. فقال معاوية: ما فعل الطُرْفان (يعني طريفاً وطرافاً وطرفة أبناءه)؟ قال: قُتلوا مع أمير المؤمنين عليه السلام، فقال له: ما أنصفَك عليَّ إذ قَدّم أبناءك وأخّر أبناءه! قال: بل أنا ما أنصفته، قُتل وبقيتُ بعده" (مختصر أخبار شعراء الشيعة).

ب- عمّار بن ياسر:
روي أنَّ عمار بن ياسر ارتجز بعض هذه الأبيات قبل شهادته في معركة صفين، وفيها تتجلّى أسمى آيات العشق العلويّ:
كَلّا وربِّ البيت لا أبرح أجي حتى أموت أو أرى ما أشتهي
لا أفتأ الدهر أحامي عن علي صهرِ الرسول ذي الأمانات الوفي
ينصرنا ربّ السماوات العلي ويقطع الهام بحدّ المشرفي
يمنحنا النصر على من يبتغي ظلماً علينا جاهداً ما يأتلي.

ج- رُشيد الهجري :
عن أبي حسان العجليّ، عن قنوا بنت رُشيد الهجريّ، قال: قلت لها: أخبريني بما سمعتِ من أبيك، قالت: سمعت من أبي يقول: قال: حدّثني أمير المؤمنين عليه السلام فقال: "يا رُشيد، كيف صبرك إذا أرسل إليك دعيّ بني أُميّة فقطع يديك ورجليك ولسانك؟"
فقلت: يا أمير المؤمنين، آخر ذلك الجنّة؟ قال: "بلى يا رُشيد، أنت معي في الدنيا والآخرة".
قالت: فوالله ما ذهبت الأيّام حتّى أرسل إليه الدعيّ عبيد الله بن زياد، فدعاه إلى البراءة من أمير المؤمنين عليه السلام، فأبى أن يتبرّأ منه، فقال له الدعيّ: فبأيّ ميتة قال لك تموت؟
قال: أخبَرني خليلي أنّك تدعوني إلى البراءة منه فلا أتبرأ منه، فتُقدّمني فتقطع يديّ ورجليّ ولساني، فقال: والله لأكذبنّ قوله فيك، قدّموه فاقطعوا يديه ورجليه، واتركوا لسانه، فحملت طوائفه لمّا قطعت يداه ورجلاه، فقلت له: يا أبه، كيف تجد ألماً لما أصابك؟
فقال: لا يا بنية إلّا كالزحام بين الناس، فلمّا حملناه وأخرجناه من القصر، اجتمع الناس حوله، فقال: ائتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم ما يكون إلى أن تقوم الساعة، فإنّ للقوم بقية لم يأخذوها منّي بعد، فأتوه بصحيفة فكتب الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم.
وذهب لعينٌ فأخبره أنّه يكتب للناس ما يكون إلى أن تقوم الساعة، فأرسل إليه الحجّام حتّى قطع لسانه فمات".

د- ميثم التمّار:
روي عن ميثم التمّار (رضي الله عنه) أنه قال: "دعاني أمير المؤمنين عليه السلام وقال: كيف أنت يا ميثم إذا دعاك دعيّ بني أُمية ابن دعيّها عبيدُ الله بن زياد إلى البراءة منّي؟ 
فقال: فذاك في الله قليل، فقال: يا ميثم، إذاً تكون معي في درجتي".

هـ- حجر بن عدي:
يروى أيضاً أنه لمّا أراد عامل معاوية قتل حجر بن عدي وأصحابه، طلب حجر أن يقتلوا ابنه قبل أن يقتلوه، فقالوا له: تعجّلت الثكل! فأجابهم (رضي الله عنه): "خفت أن يرى ولدي هول السيف على عنقي فيرجع عن ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام".

 و- عمرو بن الحمق الخزاعيّ:
 قال لأمير المؤمنين عليه السلام في وقعة صفين: والله، ما جئتك لمال من الدنيا تعطينيه، ولا لالتماس السلطان ترفع به ذكري، إلّا لأنّك ابن عمّ رسول الله، وأولى الناس بالناس، وزوج فاطمة سيدة نساء العالمين، وأبو الذرّية التي بقيت لرسول الله، وأعظم سهماً للإسلام من المهاجرين والأنصار. والله، لو كلّفتني نقل الجبال الرواسي، ونزح البحور الطوامي أبداً حتى يأتي عليّ يومي، وفي يدي سيفي أهزّ به عدوّك، وأقوّي به وليّك، ويُعلي به اللهُ كعبك، ويفلج به حجّتك، ما ظننت أنّي أدّيت من حقّك كلّ الحقّ الذي يجب لك عليّ. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: "اللهم نوّر قلبه باليقين، واهده إلى الصراط المستقيم، ليت في شيعتي مائة مثلك".

ز- سلمان الفارسي:
وعن منصور بن بزرج قال: قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام: ما أكثر ما أسمع سيّدي ذكر سلمان الفارسيّ، فقال: "لا تقل سلمان الفارسيّ، ولكن قل سلمان المحمديّ. أتدري ما كثرة ذكري له؟ قال: لثلاث خلال: إحداها إيثاره هوى أمير المؤمنين عليه السلام على هوى نفسه، والثانية: حبّه للفقراء واختياره إيّاهم على أهل الثروة والعدد، والثالثة: حبّة للعلم والعلماء. وإنّ سلمان كان عبداً صالحا حنيفاً مسلماً، وما كان من المشركين". فسلمان لم يكن فقط مطيعاً لأمير المؤمنين عليه السلام، بل كان مؤثراً هوى أمير المؤمنين عليه السلام على هوى نفسه، وهذه أعظم مراتب الطاعة والتسليم.

وقَالَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يَا سُلَيْمَانُ، حُبُ‏ عَلِيٍ‏ إِيمَانٌ،‏ وَبُغْضُهُ نِفَاقٌ. وَاللَّهِ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُهُ إِلَّا مُنَافِق"‏(بحار الأنوار).
كل عام وأنتم من عشاق وموالي علي عليه السلام.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد