www.tasneem-lb.net

السيدة زينب (ع)

السيدة زينب (ع) - السيدة زينب عليها السّلام مفسّرة القرآن

السيّدة زينب عليها السّلام مفسّرة القرآن

إضافة إلى ما اكتسبته من بيئة التربية، والتنشئة الاجتماعية السليمة من قِيَم ربّانيّة أخلاقية سامية، ومبادئ روحية ربطتها بالله، وجعلتها لا تخشى في الله لومة لائم كانت، ولا زالت خير قدوة للنساء ، بما قامت به من أدوار تاريخية فريدة أبان عهد أبيها علي بن أبى طالب وعهد أخويها الحسن والحسين-عليهم السلام-، هذه الأدوار التي اتضحت فيها أولى بوادر مشاركتها الاجتماعية في مجتمع النساء بدأت عندما قاست زينب لوعة فراق أمها الزهراء (عليهما السلام) لأبيها السراج المنير محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفجيعة فقد أمّها، ومن ثم ازداد هذا الدور، وتطوّر ونما حينما سافرت السيدة الحوراء (عليها السلام) مع أبيها إلى الكوفة. 
حيث ذكر أهلُ السِّيَر أنّ العقيلة زينب (عليها السّلام) كان لها مجلس خاصّ لتفسير القرآن الكريم في الكوفة تحضره النساء، وليس هذا بمُستكثَر عليها، فقد نزل القرآن في بيتها، وأهلُ البيت أدرى بالذي فيه، وخليقٌ بإمرأةٍ عاشت في ظِلال أصحاب الكساء وتأدّبت بآدابهم وتعلّمت من علومهم أن تحظى بهذه المنزلة السامية والمرتبة الرفيعة. ذكر السيّد نور الله الجزائري في كتاب "الخصائص الزينبيّة" أنّ السيّدة زينب (عليها السّلام) كان لها مجالس في بيتها في الكوفة أيّام خلافة أبيها أمير المؤمنين (عليه السّلام)، وكانت تفسّر القرآن للنساء. وفي بعض الأيّام كانت تفسّر "كهيعص" إذ دخل عليها أمير المؤمنين (عليه السّلام) فقال لها: يا قرّةَ عيني، سمعتكِ تفسّرين "كهيعص" للنساء، فقالت: نعم. فقال (عليه السّلام): هذا رمز لمصيبة تُصيبكم عترة رسول الله (صلّى الله عليه وآله). ثمّ شرح لها تلك المصائب، فبكت بكاءً عاليًا.
أجل وهي المحدِّثة العالِمة، فقد رُوي أن العقيلة زينب (عليها السّلام) خَطَبت في الكوفة خُطبتَها الغرّاء فتركت أهل الكوفة يَموجُ بعضُهم في بعض، قد رَدُّوا أيديهم في أفواههم، حيارى يبكون وقد تمثّل لهم هولُ الجناية التي اقترفوها، قال الإمام زين العابدين (عليه السّلام) لعمّته زينب (عليها السّلام): ((أنتِ بحمد الله عالِمةٌ غيرُ مُعلَّمة، فَهِمةٌ غيرُ مُفهَّمة)). وكلام الإمام زين العابدين (عليه السّلام) يدلّ ـ بما لا غبار عليه ـ على المنزلة العلميّة الرفيعة التي ارتقت إليها عقيلة الهاشميّين (عليها السّلام)، فهي عالمة بالعلم اللدُنّيّ المُفاض من قِبل ربّ العزّة تعالى وليس بالعلم المتعارَف الذي يُكتسب بالدرس والبحث.
وقد استفاد العلماء عصمتها من خلال هذا الحديث الشريف فهو يؤكد أنها ممن يتلّقى العلم من الله مباشرة دون حاجة إلى تعلّم أو تفهيم وهذه مرتبة من مراتب الإمامة والعصمة، وبذلك تصلح أن تكون مستودعًا للأسرار الإلهية.
السلام عليك أيتها الفاضلة الرشيدة، السلام عليك أيتها العاملة الكاملة، السلام عليك أيتها الجليلة الجميلة، السلام عليك أيتها التقية النقية... ورحمة الله وبركاته .


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد