www.tasneem-lb.net

السيدة زينب (ع)

السيدة زينب (ع) - مولد الحوراء

مولد الحوراء

هي زينب! هذه الصفحة البيضاء النقية التي تمتعت بخصائص حباها الله عزّ وجلّ بها ولم تتمتع بها نساء الأرض قاطبة بعد أمها الزهراء الطاهرة!
نشأت في البيت الطاهر نشأة حسنة كاملة فاضلة عالمة، من شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
جمعت فيها عليها السلام من صفات الجلال والجمال ما لم يُشهد له مثيلٌ.

قال بعض الأفاضل واصفاً إياها: "السيدة الطاهرة الزكية حفيدة المصطفى الصادق الأمين محمد، بنت الإمام علي بن أبي طالب وبنت الطهر البتول فاطمة الزهراء وشقيقة ريحانتيهما صلوات الله عليهم أجمعين، لها أشرف نسب وأجلّ حسب وأكمل وأطهر قلب. فكأنها صيغت في قالب صمّخ بعطر الفضائل. فالمستجلي آثارها يتمثل أمام عينيه رمز الحق. رمز الفضيلة. رمز الشجاعة. رمز المروءة. وفصاحة اللسان. وقوة الجنان. مثال الزهد والورع. مثال العفاف والشهامة".

زينب في بعض فضائلها
أما العفاف فقد بلغت غايته حتى سمّيت عقيلة بني هاشم والعقيلة عند العرب هي المخدرة الكريمة، لكن تخدر زينب عليها السلام لم يشابهه تخدر امرأة، ففي بعض الليالي كان أمير المؤمنين والحسنان وزينب عليهم السلام في زيارة قبر فاطمة عليها السلام، ولما طلب أمير المؤمنين من الحسنين أن يوصلاها إلى البيت، أوصاهما أن يطفئا السراج في الطريق حتى لا يرى أجنبي ظلّها. 
أما العبادة فكانت ثانيةَ أمها الزهراء في العبادة، وكانت تؤدي نوافل الليل كاملة في كل أوقاتها، ولم تتركها حتى ليلة السبي العظيمة على قلبها، فكانت تصلّيها وهي على ظهر الراحلة، ويكفي دلالة على عظم قدرها أن الحسين عليه السلام عندما ودع عياله وداعه الأخير يوم عاشوراء قال لها: يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل.
أما صبرها وشجاعتها فكانت وحيدة في ذلك، فإذا قيل "أم المصائب" انصرف إليها... قال فيها الشاعر:
بأبي التي ورثت مصائب أمها
فغدت تقابلها بصبر أبيها
وينبيك عن شجاعتها ومواقفها المليئة بالبطولة والشجاعة يوم وقعت الواقعة بين الحق والباطل في كربلاء.
عندما جاءها الحسين (عليه السلام) للوداع الأخير قبل استشهاده وقال لها: "مهلاً أُخيّه، لا تشقّي عليَّ جيباً، ولا تخمشي عليَّ وجهاً، ولا تشمتي بنا الأعداء"، وأوصاها بالنساء والأطفال، فقالت له: "طِب نفساً وقُرَّ عيناً، فإنّك ستجدني كما تحبّ إن شاء الله"... ولمّا سقط (عليه السلام) عن جواده صريعاً، أسرعت إلى مصرعه، وصاحت تستغيث بجدّها وأبيها، وأوشكت الصرخة أن تنطلق من حشاها اللاهب عندما رأته جسداً بلا رأس.
فرفعت يديها في تلك اللحظات الحاسمة نحو السماء لتند عن فمها عبقةٌ من فيض النبوة والخلود، تناجي ربها وتتضرع إليه قائلة: "اللهم تقبّل منّا هذا القربان".


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد