www.tasneem-lb.net

الإمام الخميني (قده)

ولائي - الإمام الخميني قدس سره رائد الوحدة |1|

الإمام الخميني قدس سره رائد الوحدة
|1|

في الوقت الذي كانت الأمة الإسلامية في حالة من الاحتضار، قامت ثورة مباركة، قام بها شعب أعزل بقيادة العالم الزاهد الشجاع القائد السيد روح الله الموسوي الخميني قدس سره .
قيام هذه الثورة المباركة أحبط الكثير من المؤامرات، وأهمها التي كانت تحاك لتوسعة الشق الكبير في الأمة الواحدة، فلطالما كانت التفرقة بين مذاهب الأمة من الأساليب الدنيئة التي ينتهجها العدو الطامع للسيطرة على الأمم الأخرى، ولوعي الإمام الخميني قدس سره في تلك الفترة لخطورة الأمر على الأمة، فقد ركز في الكثير من توجيهاته وخطاباته على مسألة الوحدة الإسلامية، ولم يألُ جهداً في تذكير الأمة دائماً بخطر الاختلاف والتشرذم، حيث يصح القول بحقّ أنّه (قدس سره) أفضل من دعا إلى الوحدة وكرسها في حياته. 
لطالما انطلق الإمام من الجذر القرآني للوحدة الإسلامية، وتحديدًا من الآية المباركة:
﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾. 
ثمّ أضاء على بعض المخاطر التي تهدّد الأمّة، معتبرًا أنّ
الخطورة الكبرى متمثلة في الرؤوس الكبيرة المسيطرة على مراكز المسؤولية في بلداننا الإسلامية، وقد أشار في خطاباته المختلفة إلى سبل هذه الوحدة ودعائمها:
1 ـ الحج والوحدة الإسلامية: 
 الحج فريضة إلهية لها أبعاد توحيديّة كبيرة، وهي مؤتمر كبير يجمع المسلمين من كل الأقطار وكما يقول الإمام الخميني قدس سره، أنه “لا تقدر أي دولة في العالم أن تنظم هكذا مؤتمر حاشد يوحد بين أصحاب المذاهب المختلفة في مناسك متحدة نحو قبلة واحدة وبيت واحد، في طاعة إله واحد مستنين بسنة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم”.

2 ـ العدو المشترك للمسلمين والمستضعفين:
 لا شك في أن وحدة العدو الذي يواجهه المسلمون من أهم المسائل التي تلزمنا بالاتحاد ونفي الاختلاف، فوحدة العدو يطال الأمة المتشرذمة بشكل أفضل كما نراه اليوم في الحروب التي يقوم بها الاستكبار العالمي على البلدان الإسلامية محاولاً الاستفراد بكل بلد منه على حدة ثم ينتقل منه إلى آخر، فإذا اتّحدت الأمة وكانت صفاً واحداً شكّلت بذلك سدًا منيعًا يخلق الرعب في نفوس الأعداء يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ﴾.
 وقد أكد الإمام الخميني قدس سره على هذه المسألة في الكثير من الخطابات التي توجه بها للعالم الإسلامي.

3ـ القرآن الكريم: 
 ليس من الغريب أن يكون القرآن الكريم من أهم مصادر الوحدة الإسلامية، إذ أنه:
 أولاً: كتاب المسلمين جميعهم. 
 وثانياً: هو الجذر الأساس وآياته الكثيرة داعية للوحدة وعدم التنازع والاختلاف.
 وثالثاً: لم يخاطب مسلمًا دون مسلم بل خاطب المسلمين جميعًا على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وقومياتهم وألوانهم.
 من هنا كانت دعوة الإمام الخميني قدس سره الدائمة للمسلمين لئلا يُهجر القرآن بين ظهرانيهم وكيف لا وهو الذي يصدح بهم ليل نهار ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾.

4 ـ شخصية الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:
 إن رسول الإسلام وخاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم شخصية تجمع المسلمين على اختلاف مللهم وأعراقهم، فهو رسولهم جميعًا، وكلهم متفقون على أنه القائد الأول والملهم، والقدوة والرجل الإلهي الأكمل، وأنه دعا إلى أن يكون المسلمون يدًا واحدة في مواجهة أعدائهم وقوى الشر الطامعة، وهذا ما بينه الإمام الخميني قدس سره في الكثير من الخطابات:
 "أراد رسول الإسلام أن يحقق وحدة الكلمة في كل العالم، أراد إخضاع جميع بلدان العالم لكلمة التوحيد، أراد أن يخضع الربع المسكون بكامله لكلمة التوحيد، بيد أن أغراض سلاطين تلك الفترة من جهة، وأغراض علماء النصارى واليهود وأمثالهم من جهة أخرى، منعته من تحقيق ذلك، والآن فإنهم يمنعون ذلك أيضاً”.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد