www.tasneem-lb.net

محمد حبيب الله (ص)

محمد حبيب الله - محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) منقذ البشرية

قدوتنا
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) منقذ البشرية

يقول المؤرخ الأمريكي الشهير "مايكل هارت" مؤلف كتاب "مئة رجل من التأريخ": ... إن اختياري لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ليكون الأول بين أهم وأعظم رجال التأريخ، قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التأريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي. ولأنه أقام إلى جانب دولة جديدة، فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضاً، وحّد القبائل في شعب، والشعوب في أمة، ووضع لها كلّ أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها في موضع الانطلاق إلى العالم. أيضاً في حياته، فهو الذي بدأ الرسالة الدينية والدنيوية، وأتمّهما. 

من العقل الجاهلي:
كانت العرب يومئذٍ تجاور في جنوبها الحبشة وهي نصرانية، وفي مغربها إمبراطورية الروم وهي نصرانية، وفي شمالها الفرس وهم مجوس، وفي غير ذلك الهند ومصر وهما وثنيّتان، وفي أرضهم طوائف من اليهود، والعرب مع ذلك وثنيّون يعيش أغلبهم عيشة القبائل، وهذا كله هو الذي أوجد لهم اجتماعاً همجيّاً بدويّاً فيه أخلاط من رسوم اليهودية والنصرانية والمجوسية وهم سكارى جهالتهم.
وقد كانت العشائر وهم البدو على ما لهم من خساسة العيش ودناءته يعيشون بالغزوات وشن الغارات واختطاف كل ما في أيدي الآخرين من متاع أو عرض فلا أمن بينهم ولا أمانة، ولا سلم ولا سلامة، والأمر إلى من غلب والملك لمن وضع عليه يده.

من العادات السيئة:
لقد اتصف المجتمع العربي الجاهلي قبل الإسلام وشاعت فيه أخلاق وعادات من أبرزها ما يلي:
١- الشِركُ في العِبادة: كانوا مشركين في العبادة، بل قد ذهبوا في هذا السبيل الباطل إلى أحطَّ المستويات في اتخاذ المعبودات والوثنية. وكانت الكعبة المعظمة محطّ أصنام عرب الجاهلية وآلهتهم المنحوتة، فقد كان لكل قبيلة في هذا البيت صنم تعبده.
٢- إنكارُ المعاد: كانوا يرفضون الاعتراف بالمعاد.
٣- هيمنةُ الخرافات: كانت حياة العرب الجاهلية مليئةً بالخرافات.
٤- الفساد الأخلاقي: كان المجتمع العربي الجاهلي يعاني من فساد ذريع في الأخلاق. ومن أبرز مظاهر الفساد: القمار (الميسر)، معاقرة الخمر، الزنا، اللواط، القذف، إكراه الفتيات على البغاء، وما شاكل ذلك.
٥- وَأدُ البنات وإقبارُهن: كانت هذه العادة رائجة بين قبائل العرب الجاهلية قاطبة وهي دفن البنت حيةٌ. 
٦- تصوراتهم الخرافية حول الملائكة: فقد كانوا يعتقدون أن الملائكة من الإناث وأنهن بنات الله.
٧- كيفية الانتفاع من الأنعام: إذ كانت عربُ الجاهلية تمتنع من تناول لحوم الأنعام الأربعة (البَحيرة، السائبة، الوَصيلَة، والحام) وتجتنب عن استعمال ألبانها وشعورها وأصوافها إلا أنها كانت في المقابل تتناول الدم، والميتة والخنزير.
٨- الاستقسام بالأزلام: فقد كان تقسيم لحم الذبيحة يتم عن طريق الأزلام، والأزلام جمع زلم بوزن شَرَف وهي عيدان وسهام تستخدم في ما يشبه القرعة لتقسيم لحم الذبيحة.
٩- النسيء: كان العرب الجاهليون يعتقدون حرمة الأشهر الحرم الأربعة (محرم، ورجب، وذو القعدة، وذو الحجة) فكانوا يتحرجون فيها من القتال، وجرت عادة العرب على هذا من زمن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. إلا أنّ سَدَنة الكعبة أو رؤساء العرب كانوا يعمَدُون أحياناً، ولقاء مبالغ يأخذونها، أو جرياً مع أهوائهم، إلى تأخير الأشهر الحُرَم، وهو الأمر الذي عبّر عنه القرآن الكريم بالنسيء ثمّ نهى عنه وعدّه كفراً.
١٠- الربا: الذي كان يشكل العمود الفقري في اقتصاد ذلك المجتمع.
١١- أكل حقوق الأيتام: لو أن المتوفى ترك صغيراً ورثه لكن الأقوياء يتولون أمر اليتيم ويأكلون ماله، ولو كان اليتيم بنتاً تزوجوها وأكلوا مالها ثمّ طلقوها وخلوا سبيلها.
١٢- الحرمان من الإرث: كانوا لا يورثون الصغار ذكوراً وإناثاً وكذلك النساء فقد كن محرومات من مزايا المجتمع الإنساني لا يملكن من أنفسهن إرادة ولا من أعمالهن عملاً ولا يملكن ميراثاً. وكانت زوجة المتوفى تُعد من الميراث.
١٣- الزواج: كان الزواج المألوف والمُتعارف عليه عند العرب ما قبل الإسلام هو نكاح الصَّدَاق، وهو الزواج القائم على الخطبة والمهر والإيجاب والقبول، وكانت قريش ومجمل قبائل العرب على هذا المذهب من الزواج، لشدة اهتمامهم بالأنساب وحفظهم له، وهو الزواج الذي أقره الإسلام. وكان هناك صيغ أخرى للزواج في الجاهلية العربية تُقسم إلى نوعين: ما يدخل في نطاق النكاح الذي كان مشروعاً آنذاك، وما كان يدخل في نطاق السِفاح، وهو الزنا والبغاء.
١٤- تعدد الزوجات: كانت مسألة تعدد الزوجات في الجاهلية العربية بكثرة من دون أي رادع وأي حدّ.
١٥- الطلاق: كان الطلاق في الجاهلية العربية بلا حدود.
والكثير من العادات السيئة الفاسدة الجاهلة التي تحطّ من شأن الإنسان وقيمته.

من الظلمات إلى النور:
جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى هذه الدنيا لينقذ هذه البشرية من ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام. فمنذ ولادته صلوات الله عليه وعلى آله وتلك العلامات التي رافقت ولادته وهددت عالم الوثنيّة والمشركين، ومنذ طفولته ورفضه لهذه العادات والتقاليد الجاهلية الرجعية، ومنذ شبابه ومحاربته هذا الفساد بأخلاقه الحميدة، حتّى بعثه نبيّاً متمماً لمكارم الأخلاق، قاضياً على الجاهلية، مكملاً للإنسانية، صانعاً خليفة الله في أرضه.

النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عمل على ترسيخ قيم الإنسانية في حياة المجتمع الطبقي بين البشر تبعاً للثروة والانتماء القبلي أو لعوامل القوة المادية وغير ذلك من الموازين التي كانت تؤدّي إلى اختلال العدالة بكلّ معانيها وأبعادها بين الناس.
(الإمام روح الله الموسوي الخميني قدس سره).

فالحمد لله الذي أكرمنا بمحمدٍ وآله الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين وبنعمة الإسلام المحمدي الأصيل.
اللّهمّ صلِّ على محمّدٍ وآل محمّدٍ أفضل ما صلَّيت على إبراهيمَ وآل إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ.
(موقع المعارف الإسلامية الثقافية/ بتصرف).


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد